لقد تسببت الفوضى الفكرية وابواق الشياطين واجندتها الى حالة الوسواس في الراي العام وفي ظل الظروف الاقتصادية القاهرة انطلقت اجندة السوء هنا وهناك وفي غياب دور حكومي قادر على تبني مشروع وطني نهضوي اقتصاديا ووطنيا تسبب بحالة من الفوضى والبعد عن ثوابتنا الراسخة .
ونحن جميعا نعلم بان المعادلة الامنية ترتكز على حياء وخوف الارنيين على وطنهم
و في ظل الفوضى الفكرية التي فقدت بها حكمة العقل وغاب بها منطق الحليم فنحن وفي ظل غياب استراتيجيات شمولية لنستطيع الدخول في معادلة النهضة الحقيقة للنهوض وبناء الاوطان القادرة على حماية وجودها دون عون او نصره من احد فقد اصبحنا في دائرة الارهاق الفكري والاقتصادي والاداري دون الوصول الى تحقيق مكتسبات , وكل ذلك وفي ظل حرب شرسة فكرية واقتصادية واجتماعية وكل ما كنا نفعلة هو تحليل ما يخطط له الغرب تجاه امتنا وأوطاننا حتى اصبحنا متمرسين في تحليل السيناريوهات العالمية تجاه شعوب المنطقة ودولها وقبول ذلك دون اي ردود فعل , حتى افرغت الشعوب من المسؤوليات تجاه اوطانها فاصبح لايعنينا سوى جلد الذات دون حساب لشيء فكم فقدت مكتسبات الاوطان .
واننا في الاردن نعلم جميعا بأننا ابتعدنا بعيدا عن المطلوب منا كأبناء لهذا الوطن في ظل مسيرة وبناء وطن نتحدث عن الفساد ولا اعلم هل الفساد يتجزاء فالفساد ليس مالي فحسب فهناك الفساد الاداري والفساد الاخلاقي والفساد التربوي ولا نعلم هل اصبح الفساد حالة عامة نجدها في مختلف الميادين ومن هو المسؤول ! هل نحتاج الى اعادة التربية الوطنية من جديد ام مناقشة المفاهيم ام الضلوع في برنامج وطني شامل وضمن استرتيجات اعلامية وارشادية وتربوية تقدم ما هو المطلوب من المواطن الاردني ولا نعلم من هو المسؤول الحقيقي عن افراز شمولية الفساد ومن الكاسب من كل ذلك ! ولا يغيب عن اذهاننا عند الحديث عن معادلة التغيير بأننا نتحدث عن الثوابت الوطنية التي اصبحت مصطلحات فقط.
وعندما نتحدث عن التطوير والتحديث فكلنا نعلم ان هناك خطط التطوير الاداري والتكنولوجي في كافة مؤسسات الدولة التي باتت اوراق للاطلاع دون وجود ودون استرتيجية تنفيذ كفيلة بتحقيق ذلك وعندما نتسائل عن سبب فشل وضعف التنفيذ في خطط التطوير الاداري والمعلوماتي ومنهجيات التحديث في المؤسسات الوطنية فأين يكمن الجواب هل هي حالة الفساد اوضعف المسؤليين اوغياب المتابعة والجواب يشمل كل ذلك والاساس وجود حلقة مفقودة في التخطيط الاداري وهو غياب التنفيذ الاستراتيجي لهذه الخطط وغياب استرتيجيات التنفيذ التي تضمن النجاح والوصول للاهداف المنشوده . والمحير في الامر عندما تجد ان هناك عقم في عجلة التحديث والتطوير دون سبب فهناك العديد من المشاهدات التي لاتحتاج الى قرار او توجيه او سبب للتعطيل .
كل ما نحتاجه الان هو الايمان في وطن فإذا صح الايمان صح العمل وما يجرح القلب عندما يتحدث الساسة داخليا وخارجيا عن وطن وكأنه في مهب الريح ولا اعلم كيف نقبل ذلك على مسامعنا فعندما يتعلق الامر بالاردن وطنا وهوية فإذا كان هناك نضال شعب وقف العالم له احتراما فأنه لن يكون الا سطرا في كتاب نضال الاردنيين لوطن يؤمنون به فقد أن الاوان ان نفهم ان قمة ثوابتنا الوطنية بأن الاردن خالدا بأهله بقيادته الممتدة من السماء فوق كل المعطيات والسيناريوهات .
وإما ما تراهن علية قوى الشر هي المعادلة الاردنية الفلسطنية على الارض الاردنية فأننأ جميعا على هذه الارض الطهور نعلم بأن الاردنيين والفلسطنين في خندق المصير الواحد وفي خيمة الصمود العربي والاردنيين قدموا الشهداء من كل عشيرة على ارض فلسطين وامتزج الدم الاردني والفلسطيني في كل الحروب لاجل فلسطين ونحن الاردنيين لن نغادر خندق المصير الواحد مع اخواننا الفلسطنيين في سبيل فلسطين وحب الاردن والتضحية لاجله .
كفى تشخيصا وتحليلا فهناك الكثير من العمل وما اجمل البناء في ظل كل المصاعب في نهضة شعب تجاه وطن يؤمن به وسيبقى الاردن خالدا رغم الداء والاعداء كالنسر فوق الهمة الشماء .