منذ أكثر من عام ومع بداية الجائحة، وعيوننا تراقب إنطلاقتها من #ووهان وصولاً الى #عمان والعالم أجمع ..
كنّا نراها بعيدةً كل البُعد عنا، كأننا نعيش في برجٍ مُشيّد لا يستطيع الوباء الينا سبيلا ... وكما كان متوقع( وكلُ متوقعٍ آتٍ) .. تم تسجيل الحالةِ الاولى في الاردن .. نستغرب .. وتارةً نستهجن ... وفي كثيرٍ من الأحيان تشتعل في رؤوسنا (نظريةالمؤامرة ) .. نقول في مجالسنا نحن مستهدفين ... ولن يؤثر علينا في شيء ... نواسي أنفسنا ب (مناعتنا قوية) .. وأحياناً، سكان الشرق الاوسط (بتيجيهم أعراض خفيفة).
بدأت الاغلاقات ... منع التجول ... للحيلولة من الانتشار .. ولكن هيهات.. إن الأوان فات ...تفشى المرض .. وسار كالنار في الهشيم .. لا يميز بين صغير ولا كبير ..
بسبب الاهمال والانكار والاستهتار ... لحين لم يخلو بيت من بيوتنا من الاصابات ... وتجاوز الامر وصولاً الى (الفقدان) .
رائحة الموتِ في كل مكان ... الناس في حالةِ إحباطٍ شديد.. كمية السلبية وصلت الى نسبٍ مخيفة .. إختفت البسمة ... ولا يكاد يخلو يومُ أحدنا من فقدانٍ لعزيزٍ أو مُحب...
نستيقض على خبر وفاة... ولا ننام إلا على خبر رحيل ... ولا زالت بعض الابواق التي تهرف بما لا تعرف مشككةً بالوباء .. وبمصادقية وجودة....
#القطاع الصحي مُنهك، مُتعب... يحتاج من الدعم .. والدعاء.
أستغرب القيام بإجراء تعيين في وزارة التربية والتعليم قرابة ٣ آلاف وظيفة ... كان من الأولى جعل هذا الرقم في كفةِ القطاع الصحي ..
في النهاية لا يسعني إلا أن أقول بأن رحمة الله موجودة.. وهي التي ستقوم بنشلنا من غياهب الجُب الى سعةِ هذا الكون ..
وأن تعيد لنا الأمل والطمأنينة وأن نعود كما الأيام الخوالي ... مجتمعين لا متفرقين .. متقابلين لا من وراءِ حجاب .. فكل ما نقوم بهِ ما هو إلا أخذٌ بالاسباب .
فلنتضرع لله الواحد الوهاب .. مجري السحاب .. بأن يرفع عن البلاء والوباء .. ولتكن هذه الأيام الثقال سبباً لرجوعنا الى الطريق الصحيح.
حمى الله من كانو ساهرينَ ... والناسُ نيام .
حمى الله خط الدفاع والهجوم الأول ... الجيش الأبيض .
ضاق الامرُ وطال... ونسأل من كان أمرهُ بين الكاف والنون ... أن لا يطيل للوباءِ عمراً .. وأن تُطوى صفحتهُ إلى غير رجعةٍ ..غير مأسوفٍ عليه..