للاردنيون مع العرش قصة وحكاية لا يعرفها الديجيتاليون وخريجو المدارس الراقية الذين تبوؤا اعلى المناصب في هذا الوطن العزيز، وهم لا يعرفون حدود الوطن، شرقا، وغربا، او جنوبا، وشمال، ولم يسمعوا بمجد وتاريخ جند الأردن قديما، أو مرحلة التأسيس والتضحية من الأجداد والإباء لبناء الأردن حديثا، ويعرفون حدائق لندن وباريس أكثر من معرفتهم لمريغة والقويرة والرويشد وسما السرحان، لذلك ومن باب الواجب على كل اردني غيور ان يكتب عن الأردن الحبيب وقيادته والعلاقة بينهما التي لا يمكن ان يعكرها حاقد هنا وناعق هناك.
في اواسط الثمانينات من القرن الماضي وفي جامعة اليرموك تحديدا والتي كانت تشهد حالة صراع سياسي مرير مغلف بغلاف مطالب طلابية انبرى نخبة من ابناء الوطن وحملوا راية الدفاع عنه وعن قيادته، عندما رفعت الشعارات المناوئة للوطن وقيادته، لا مسيسين، ولا موجهين، وكانت فطرتهم التي فطروا عليها بان الأردن كل الأردن هو بيتهم وان جلالة المغفور له بإذن الله، الملك حسين، هو رب الأسرة، والأخ الأكبر، وان الاقتراب من هذه المسلمات، والمساس بها، يعني المساس بكل اردني، مما دافعنا ان ندافع بكل شراسة عن وطننا، وقيادتنا، كما دافع الأجداد والإباء في معارك الوطن الداخلية والخارجية، مع فارق السلاح فان كانت معارك الإباء والأجداد بالرصاص والسلاح الأبيض، كانت معارك الأبناء بالفكر والحوار والتصدي لكل من حاول تشويه الوقع، وهددنا بتشويه السمعة، وتشويه الوجوه، والقتل والفصل من الجامعة، ولم نبالي، فقد امنا بالأردن وطن والهاشميين قادة ايمان راسخ لا يتزعزع.
في تلك الإثناء انبرى نفر اخر من ابناء جلدتنا للهجوم علينا ايضا، ولا زلت اذكر حادثة الى احد المنظرين الان على شاشتنا يصول ويجول، وهو يحاول سحب صورة جلالة المغفور له الملك حسين مني شخصيا بطريقة مشينة، وحتى لايتسع الموضوع ويتشعب تدخل احد الأصدقاء ليخبرني انه بحالة سكر شديد فلا تغضب منه واستذكر الاخوة الذين كانوا مع الوطن اين هم الان يعيشون مرحلة الكفاف ومن كان في الاتجاه الاخر يتصدرون المشهد، استذكر لا منية ولا طمع فنحن أبناء التراب أبناء جند اللطرون وباب الواد والقدس والكرامة والسبعين، استشهد إباءنا وجرح اخوتنا وفقد من فقد واحتسبناهم للوطن
اذكر هذه الإحداث ويجول بخاطري ما يشهده الأردن ألان من تجاذبات، فرسانها عبر الشاشات،تسيء للوطن اكثر مما تفيده، ان المساس بالوطن والتطاول على العرش، لا يمكن أن يقر به ابناء الوطن، وليفهم القاصي والداني ممن تسلموا المسؤولية وهم لا يدركون حجم العلاقة بين العرش والأردنيين، ان زيارة أي هاشمي لبيت أي أردني هي فخر وشرف وليس تهمة او خيانة او تأمر على العرش، وكلنا ثقة وامل ان يطوي صاحب الجلالة هذه الصفحة من خلال إعادة كل الموقوفين الى بيوتهم معززين مكرمين على تكريمهم واستقبالهم الى أي امير هاشمي، فهذا التكريم نابع من محبة عرشكم السامي لدى هذا الشعب، فكما كان يخاطب الراحل العظيم الحسين الأردنيين بان الديوان الملكي هو بيت الأردنيين جميعا فبيوت الأردنيين مفتوحة للهاشمين أيضا من قبيل مبادلة الحب بالحب فلا يزاود احد على اردني بمحبته وإخلاصه للوطن والعرش، والكل يدرك ان للأردنيين ثقافة خاصة وثقة بان وصولهم للملك رأس الدولة ومخاطبته أسهل واقرب للنفس من مخاطبة أي مسؤول، فقد استوطن بني هاشم العقول والقلوب، بحكمتهم وحنكتهم، ان الأردنيين حريصين كل الحرص على وطنهم وقيادتهم فأين كانت المخططات التي ترسم عن قصد او غير قصد للمساس بالأردن الوطن او مؤسسة العرش لن تمر الا على أجسدنا
ومع كل الولاء للوطن والقيادة يبقى الأمل في الهاشميين كبير جدا في السير بخطى ثابتة الى اجتثاث الفساد من جذوره والقضاء وبلا هوادة على المفسدين في هذا الوطن الغالي فنحن يا جلالة الملك نبادل عرشكم حبا بحب، وثق ياسيدي بان الأردنيون لا هم لهم الا الحفاظ على وطنهم وعرشهم سليم معافى ويلهجون بالدعاء الى العلي القدير ان يحفظ هذا البلد امن مطمئن خاليا من الفساد والمفسدين
فالأردنيون وعرش بني هاشم صنوان لا يفترقان من قبل حاسد او نعيق غراب وان حاول المفسدون والمرجفون الإساءة فلن ينجحوا في ذلك، فالمغفور له باذن الله الملك حسين كان قد استبق الجميع بشعاره الخالد الذي لا يزال يداعبنا الإنسان أغلى ما نملك في هذا الوطن
دمتم سيدي ودام عرش بني هاشم ودام الأردن عزيزا معافى ان شاء الله