أنهى المشاركون في أعمال المؤتمر الافتراضي العلمي الدولي السادس لكلية الآداب واللغات في جامعة جدارا بعنوان" الاتجاهات البحثية المعاصرة للعلوم الإنسانية في ظل جائحة كورونا "، والذي افتتحه رئيس الجامعة معالي الأستاذ الدكتور محمد طالب عبيدات بمناسبة الذكرى المئوية لتأسيس الدولة الأردنية بالتشاركية مع ست جامعات ومراكز عربية وإقليمية، وبمشاركة باحثين من جامعات محلية وعربية وإقليمية وإفريقية، بعدد أبحاث بلغت (42) بحثًا من احدى وعشرين جامعة ومؤسسة علمية؛ أعمالهم ورفعوا برقية إلى جلالة الملك عبروا من خلالها عن خالص الشكر والامتنان لجلالته لدعمه الموصول لحرية البحث العلمي وتعميق مناهجه ومؤسسات التعليم والارتقاء بالأداء ولكل ما من شأنه خدمة الوطن والأمة وقضاياها العادلة، مؤكدين أن كليات الآداب واللغات المشاركة العربية والإسلامية لتؤكد ايمانها المطلق بالدور التاريخي الهام للقيادة الهاشمية الكريمة عبر مائة عام مضت. وقدموا تهنئتهم لجلالة الملك وللشعب الأردني بالذكرى المئوية للدولة الأردنية راجين المولى أن ندخل المائة الثانية والأردن بقيادته الهاشمية أكثر قوة ومنعة وعطاء بحسن سياسة القائد في نسج العلاقات العربية والإسلامية المبنية على الاحترام المتبادل، خدمة لقضايا الأمة، داعين الله أن يحفظ جلالته والأسرة الهاشمية والأردنية الواحدة.
وخرج المشاركون بمجموعة من التوصيات من أبرزها إنشاء مركز عربي إقليمي للتعليم الإلكتروني مقره جامعة جدارا لتبادل المعارف والمهارات والخبرات والتجارب والتطبيقات العلمية والتقنية بين الجامعات العربية والإقليمية بخصوص مقومات العملية التعلمية الرقمية المستحدثة تأسيسًا لتعليم رقمي عربي إقليمي رصين، وإعادة النظر بفلسفة التعليم فيما يخص العلوم الإنسانية، والتركيز على الجوانب التطبيقية ذات الصلة بقضايا التنمية الشاملة إلى جانب البعد المعرفي العملي، وضرورة إنشاء مراكز وطنية متخصصة للتدريب والتأهيل والتطوير التقني لتأهيل الكادر التعليمي مع مراعاة معايير الجودة في ظل المتغيرات المعاصرة بعد تأسيس هياكل تنظيمية وإعداد اللوائح والتعليمات الداخلية على مستوى كل مؤسسة تعليمية تهتم بإحداث نظام التعلم عن بُعد، ووضع خطة استراتيجية لكل دولة عربية وإقليمية لبناء مجتمع المعلومات الرقمي مرفقة ببرنامج عمل تنفيذي تشترك فيه مختلف وزارات الدولة ومؤسساتها، وضرورة توظيف التطبيقات التقنية المعاصرة عمومًا والقاعات والمتاحف الافتراضية خصوصًا في نظام التعليم الرقمي من أجل تعليم عربي إسلامي عصري نافذ ومؤثر وبنَّاء استراتيجيًا، والعمل على استحداث برامج تخصصية وإنشاء مراكز لتعليم اللغات الحية في الجامعات العربية كاليابانية والصينية والكورية والتركية والروسية لتزويد سوق العمل بكوادر مؤهلة في هذا المجال، وضرورة اهتمام كليات الآداب والعلوم الإنسانية العربية بمقررات مناهج البحث العلمي، وكذلك التركيز على الأطر المنهجية والنظرية والإجراءات المنهجية المستجدة عالميًا، وضرورة اهتمام كليات الآداب العربية من أجل رفع مستوى خططها الدراسية لتزويد المؤسسات بالكوادر المتخصصة لمواجهة بعض الأحداث المستجدة كجائحة كورونا، واهتمام الجامعات والمراكز العربية باللغة العربية، والسعي لإصدار القوانين للمحافظة عليها والاستفادة من مختلف وسائل الاتصال وأساليب التواصل لنشر اللغة الفصحى بين المجتمعات العربية.
كما أوصي المؤتمرون بمخاطبة الجمعية العلمية لكليات الآداب في الاقطار العربية، واتحاد الجامعات العربية بأهمية وضع مادة اجبارية للتعلم الرقمي أو التعليم عن بعد في التعليم الأساسي والجامعي على مستوى الوطن العربي، وتفعيل البحوث العلمية المشتركة محليًا وعربيًا وإقليميًا لإثراء معارف ومهارات وخبرات الباحثين وتبادل التجارب في مجال العلوم الإنسانية، وتحديث وتطوير الأطر المنهجية أثناء إعداد وتنفيذ الرسائل والبحوث في مجال العلوم الإنسانية بما يتوافق والمتغيرات المعاصرة عالمياً في هذا المجال، والاهتمام بالبحوث العربية والإقليمية بالمناهج ذات الطابع التجريبي والتحليل الكيفي إلى جانب الدراسات الكمية فيما يتعلق بقضايا البحوث والدراسات اللغوية والأدبية والثقافية والإعلامية والتربوية والتصميم والفنون، وأكد المؤتمر على ضرورة أن تعمل كليات الآداب والعلوم الإنسانية من خلال الدور الفاعل للجمعية العلمية لكليات الآداب في الأقطار العربية على بناء الإنسان المعتدل فكرياً والمتقبل للرأي والرأي الآخر، المنفتح على ثقافات وتجارب الأمم والشعوب الأخرى، والقادر على المواءمة بين الأصالة والمعاصرة، المتفهم لروح العصر ومعطياته، وإدخال تطبيقات البرمجة اللغوية العصبية في إطار أساليب وطرق التدريس الإلكتروني لزيادة معدلات اكتساب الطلاب للمعارف والمهارات والقدرات وبمختلف مراحل التعليم عربيًا وإقليميًا، والسعي لتوثيق التعاون بين الجهات الأكاديمية العالمية ومؤسسات قطاع الأعمال المعنية بتقديم وسائط تقنية تعليمية ومحتوى تفاعلي لضمان الارتقاء بمستوى المنتجات التعليمية؛ والاسهام في تطويرها ورفع نسبة توظيفها والاستفادة منها، كما اوصى المؤتمرون بضرورة دعم الدول المانحة والمراكز العربية والإسلامية الباحثين المتخصِّصين في كل مجالاتهم، لحثِّهم على الابتكار والابداع في الأبحاث العلمية التي تخدم تطوير المعارف الأدبية والعلمية المستدامة.