أصبح السادس عشر من نيسان من كل عام يوماً خاصاً للعلم. وفي هذه المناسبة سوف يتم رفع العلم الأردني كأكبر علم في العالم بطول 2135 م وبعرض 6 م بتبرع من إحدى الشركات ليدخل موسوعة غينس للأرقام القياسية. طبعاً هذه خطوة رمزية لأهمية العلم في حياتنا ومعانيه السامية.
تعودت في ايصال أولادي للمدرسة صباحاً أن أرافقهم في الطابور الصباحي حيث يرفع العلم على ساريته على أنغام نشيد العلم في وسط هيبة وانضباط، ووجوه الطلاب كلُّها ترنو نحو العلم المرتفع والمستقر على قمة السارية. من هنا نبدأ في زرع الروح الوطنية والقيم الوطنية التي تتجذر في نفوس أبنائنا وترافقهم في مسيرتهم الحياتية، فيرَون في العلم عنواناً للإنتماء وللوطنية الصادقة، فيفرحون لا وبل يفتخرون عندما يرون علم بلادهم يرفرف في مشارق الأرض ومغاربها، لأنه يبقى عنوانَ هويتهم وتاريخهم وإنتمائهم.
إننا إذ نحيي العلم اليوم بتحية العلم ونُقسِم بأنْ نجعلَ رايتَه خفاقةً في المعالي والمنى، فهو أولا:
يلّخص تاريخ أمتنا المجيدة المجبولة بالعرق والدم وتضحيات أبائنا وأجدادنا الذي قدموا الغالي والنفيس لننعم نحن اليوم بوطنٍ يستحق منا أن نصونه ونذود عنه ونبذل نفوسنا رخيصة في سبيلة. فوطننا الأردن بركةٌ سماويةٌ، وعنوانٌ للعيش بعزٍ وكرامةٍ وأمنٍ وأمانٍ بقيادة هاشمية مباركة حبانا بها الله، ونعتز بها، لأنها صاحبة شرعية دينية وتاريخية وقانونية، حاميةً للدستور، وصمامَ الأمامِ، وعنواناً للتقدم والإزدهار والسمو.
ثانيا: يلخص العلم حاضرنا المجيد في مئوية مباركة جعلت من الدولة الأردنية دولة عريقة وعميقة وراسخة وحاضرة على الصعيدين المحلي والدولي.
ثالثا: عنوان مستقبلنا الذي نرنو إليه بخطىً راسخة، ليكون نموذجاً في العدالة والمساواة والديموقراطية والحرية، فالعدل أساس الملك.
ولا يفوتنا أنَّ العلم الأردني يلخص تاريخ أمتنا العربية بألوانه الزاهية الأبيض والأسود والأخضر، والتي يجمعها اللون الأحمر بوحدة واحدة وهو علم الثورة العربية الكبرى، ويتوسطها النجمة البيضاء السباعية لتمثل عمان عاصمة الهاشميين بجبالها السبعة الشامخة شموخ رجالها ونسائها نشامى ونشميات الوطن. .
عاش الوطن حراً عربياً أصيلاً، وراياتُه خفاقةً عاليةً في ذًرى المجد والسناء.