الإعلام : هو نشر الأخبار ، والمواضيع العامة ، والحوارات البنّاءة ، والمسلسلات التي تعرض بشكل كوميدي ، وغيرها من الإعلانات التجارية ، وكل ذلك من أجل توعية المواطن بما يدور من حوله ، وتنميته وسط المجتمع الذي يعيش ، ليكن مثقفاً ، قادراً على المحاججة ، وإبداء وجهة نظره في أي موضوع يطرح.
والقارئ الجيد لتاريخ الدول وبالأخص في الآونة الأخيرة يلحظ بأن الهزائم في الحروب هي هزائم معنوية ، إعلامية ، دعائية ، قبل أن تكون عسكرية ، وهذا أكثر ما ينطبق على أمتنا ، فالإعلام والدعاية بشكل خاص أخطر ما في الوجود ، فهي تسقط دول وتقييم غيرها ونحن ما زلنا نتعاطى مع هذا الخطر في شيئ من السذاجة ، أرجو المعذرة على هذه المقدمة وسأدخل بالحدث والحديث.
كيف يقبل إعلام المملكة الأردنية الهاشمية أن يبث برنامجاً تلفزيونياً على قناة رؤيا تحت عنوان #وطن_على_وتر بهذا الشكل الساذج والسخيف ، وأنا هنا لست ناقداً سينمائياً لأقول كلمتي بالمستوى الفني ، والهدف الفكري والثقافي العام لهذا البرنامج ، وإن أردت أن أقول : فسأقول العجب العُجاب ولكن... أنا هنا أود أن أعقب على الغزو.
نعم الغزو... الغزو الثقافي المبرمج لمجتمعنا ، لإيصال فكرة بل أفكار مسمومة ، يعجب كتاب السيناريو أنفسهم عندما يعلموا أن الإعلام الأردني يساعد على نشرها ، كلنا يعلم ما حدث في أرض فلسطين المغتصبة وكلنا يعرف السبب والأسباب والنتائج وما ترتب على ذلك من أمور لا مجال ولا داعي لذكرها الآن ، ليخرج لنا بعد ذلك ثلة ممن ادعوا أنهم من نجوم الفن الكوميدي ، ليعرضوا لنا برنامجاً متلفزاً باللهجة الفلسطينية ، يحتوي على وابل من الكلمات الواهية والواهنة ، والتي تنم عن ضيق الأفق لكل من عمل في إنتاج ذلك العمل السينمائي.
نتساءل من جديد أين دور وزارة الإعلام من هذا الهراء ليس في ذلك البرنامح فحسب بل في كثير من البرامج التي لا تسمن ولا تغني من جوع بل تزيد المرء جوعاً وعطشاً للثقافة لأنها لا تحتوي إلا على الثقافة الضحلة بحد ذاتها. ونتمنى أن يعاد النظر في الإعلام الأردني لكي يكون هادفاً واعياً يسير على خُطى ثابتة ومبادئ راسخة تنم عن وعي حقيقي