أود منذ البداية ان اقر بمحبتي وتعلقي بالاسرة الهاشمية وتثميني عاليا لانجازاتها وعملها المخلص والواعي من اجل بناء الاردن ورفعته والارتقاء به وكلي ثقة بقدرة جلالة الملك عبد الله الثاني حفظه الله على انتشال الاردن من ضائقته الاقتصادية وجائحة كورونا واؤكد ولائي لسيد البلاد ولرسالة الهاشميين اشرف الامة واعظمها شانا، منذ مئة عام انجز الهاشمييون ما لم ينجزه احد وجعلوا من الاردن وطنا متعلما وقادرا سهروا على امنه وتقدمه وازدهاره وحافظوا على بقائه في مواجهة عواصف مدمرة لا اول لها ولا اخر ووضعوا الاردن على بر الامان دائما لم يريقوا دما ولم يفسدوا خلقا ولا قيما عملوا بشرف ووعي وحكمة وانجزوا كما لم ينجز احد وبنوا هيبة للاردن ونجحوافي جعل البلد بلدا مقدرا ومعتبرا وذا شأن،لم يقتروا على الاردن ولم يبخلوا ولم يترددوا في تقديم كل شيء من اجل حياة كريمة لابناء شعبه.
ورغم شح الموارد والفقر جعلوا من وطننا مثالا لدول المنطقة ودفعوا بنا الى قمة المجد وعلياء المعرفة ووفروا لنا كل الخدمات وارقاها ،اليوم نحن شعب متعلم وقادر شعب تجري في دمائه محبة الاسرة الهاشمية والاعتراف بجميلهم وعظيم انجازهم ،لقد كان انجازهم اشبه بالحلم والمستحيل لكنه انجاز واضحة ابعاده امامنا وواضحة تلك الجهود والمساعي الهائلة التي بذلت من اجل الوطن والشعب ،لقد غلب على طابع حكمهم اللطف واللين والرأفة والرحمة والمحبة والتسامح والكرم وكان ديدنهم العطاء قدموا وقدموا وقدموا ونجحوا بامتياز كانوا كرماء مع شعبهم الى حد التبذير و مخلصون له غيورون عليه اوفياء لكل فرد فيه،لقد غلب على المئوية الاولى نهج العطاء الملكي الهاشمي اكرر نهج العطاء، وفروا لنا القلم والدفتر وحبة الدواء ولقمة العيش ووفروا لنا الكرامة والامن والامان ووفروا لنا هيبة واحتراما وتقديرا وحضورا فاعلا في المنطقة ،ومثمن من دول العالم اجمع ،كنا اوفياء لهم محبون لهم مقدرون وممتنون وكنا شاكرين لله ان قيادتنا هاشمية مؤتمنة قادرة واعية حكيمة ومعها رجالات اردنيون مخلصون امناء شرفاء بنوا هيبة لنا وحصدنا احتراما وتقديرا من القريب والبعيد ،نحن مقبلون على مئوية جديدة لها طابعها الواضح ولها مفاجآتها ومحاذيرها مئوية جديدة مختلفة عما مضى شكلا ومضمونا ومقتضيات ونهج حياة وعلاقات وادارة وممارسة حكم.
شاء الله ان تكون بداية المئوية الثانية شدة وضيقا وازمة اقتصادية عابرة للقارات ،ووباء قاتل عابر للحدود ونظم حياة متوقعة جديدة تختلف تماما عن حياتنا المعتادة، مستقبل مهدد لنا وغامض لكل قطاعات الحياة وانماطها واساليبها،ما نحتاجه اليوم من صاحب الجلالة الهاشمية ثورة ،ثورة ،ثورة ثورة في القوانين والتشريعات والنظم والاحكام معاييرها ومحكاتها خدمة البلد والارتقاء به واخذه لبر الامان في كل شأن،ثورة تضيف للقوانين وتعدل وتحذف بمعايير عصرية تاخذ بالاعتبار ان بناء البلد لا يمكن ان يحدث على قدم واحدة ،قدم الدولة ،فنحن نحتاج لقدم الشعب ومساهمته،ونحتاج لعطائه وجهده وعمله واسهامه ،ثورة في الادارة ونظم التعليم وانواعه واشكاله وطرائقه،ثورة في العلاقات بالقطاع الخاص،ثورة في اساليب الانفاق،ثورة لجعل الشعب منتجا ومشاركا ومساهما رئيسيا في البناء،ثورة في المفاهيم والمصطلحات ،ثورة تكاد لا تترك امرا او شأنا او عملا دون الاحاطة به والاعداد له،ثورة لاستباق الاحداث والوقائع والتطورات المتلاحقة ،ثورة لا توكل فيها ولا تواكل على الدولة ثورة تاخذ بالاردنيين الى العمل الجاد والاسهام في بناء الوطن ،ثورة تضع الوطن في حجر الشعب لرعايته والارتقاء به وبناءه واعلاء شانه،نحتاج لثورة في الرؤ ى ونحتاج لثورة ترى المستقبل البعيد ،وترى ما يمكن ان تصبح عليه نظم الحياة ونماذجها الاحدث ،وتعمل باتجاهها وتدفع بالاردنيين للانخراط فيها والبناء في ظلها ،ثورة تاخذ المستقبل بالحسبان ،علينا ان نخلق في الروح الوطنية معنى المسؤولية الوطنية وعلينا ان ننمي في تلك الروح مصطلحات المسؤولية والعمل الجاد والاخلاص والتضحية والاسهام في بناء البلد ،علينا ان ندرب الناس على الدفع لا الاخذ علينا ان ندرب الناس على المبادءة لا انتطار قرارات الدولة.
علينا ان نجعل مفهوم الشعب هو من يبني ويعمر ويقدم وهو الشريك الاهم للدولة والداعم الرئيسي لها قاعدة في عقول الجيل القادم ،علينا ان نجعل المواطن معطيا لا متلقيا وان نعمم هذا ،علينا قبل هذا وذاك ان نقوم بثورة في مجال الزراعة والامن الغذائي فهي اس الاستقرار والامن والتطور اللاحق وكل المعطيات متوفرة لهذه الثورة بنى سيدي صاحب الجلالة القاعدة الصلبة لثورة في هذا المجال ،العالم يتسارع والحياة فيه تتغيير علينا ان نسارع وان نعد العدة وان نجهز كل فرد منا للقيام بدوره وتحمل مسؤولياته الوطنية ،والا قفز العالم للامام كثيرا وتركنا متعثرين خلف ظهره ،اصدقكم القول سيدي صاحب الجلالة،لقد كانت المئوية الاولى ثورة للحاكم بنى وعمر وتدبر، وجعل منا شعبا رائعا واعيا متعلما.
نحتاج اليوم لثورة المحكومين ثورة المواطنين من اجل بلدهم وفي ظل قيادتهم علينا ان نتغير تغيرا جذريا خلال العقدين القادمين علينا ان نقدس الوطن والعمل والانتاج ومد يد العون للدولة. عاش سيد البلاد وعاش الاردن.