يوم بعد يوم وما زلنا نصارع هذا الفيروس اللعين ، وما زال يخطف منا الأحبة والعلماء والحكماء والشعراء واللحن والرقص والموسيقى ، وعلى أنغام سيمفونية الموت والحياة ومعزوفة اللحن الأخير نعيش يومنا . وسواء انتشر هذا الفيروس بطريقة عفوية طبيعية أو أنه تفرخ من أجنة سلالة الفيروسات المصنعة في مختبرات "غرف الظلام".
دول كبرى قد انهارت بأنظمتها الصحية والاجتماعية والاخلاقية والاقتصادية امام هذا الفيروس الذي لا يرى بالعين المجردة. واعلنت استسلامها برفع الراية البيضاء .
في الوقت الذي أقرت فيه الجمعية العمومية في قرارها رقم 329/73 يوم 5 نيسان/أبريل من كل عام اليوم الدولي للضمير، مستندة على حقوق الانسان من خلال الديباجة التي اشارت بها
على أنه '' كان تناسي حقوق الإنسان وازدراؤها قد أفضيا إلى أعمال همجية آذت بربريتها الضمير الإنساني "
وعلى الدول نشر المحبة والسلام والأخوة الانسانية، وتحقيق العدل والكرامة والحرية ، لأجل أجيال قادمة تنعم بحياة أفضل تخلو من الحروب والكراهية والحقد.
ما أجمل هذه القيم التي نادت بها الجمعية العمومية ، بينما على أرض الواقع أين نحن من هذه القيم النبيلة ؟
دول تتسابق مع الزمن في التسلح لإمتلاك أسلحة الدمار الشامل والمحرمة دوليأ والنووي وغيرها، لتزرع الموت هنا وهناك وتنشر الفتن والطائفية والكراهية والحقد بين البلاد والعباد.
أين نحن من محكمة الضمير الانساني العالمي على ما يجري في فلسطي، سوريا ، والعراق ولبنان ، واليمن، وفلسطين، ومصر ، واثيوبيا ..... وعيرها.
أين نحن من محكمة الضمير الانساني ونحن نرى مرضى رحلت وتفحمت بسبب تفجر اسطوانات الآكسجين أو نفاذها.
عذرأ أيها القارىء" ليس العقل ما يميز الانسان عن الحيوان ولكن الضمير "
الضمير الانساني هو المحرّك الأساسي للعديد من الأفعال بما فيها الخير والشر، وهو الانسانية، وصوت الله في الانسان.
أين نحن من الضمير الانساني وكل يوم نرى ونسمع ونشاهد أبشع أنواع العنف والجرائم والقتل.
إنّ ما يعانيه العالم اليوم من تدهور في الأخلاق وانكباب على الرذائل وانتشار الإجرام هو بسبب غياب الضمير وانعدام الانسانية، إن الضمير الانساني إذا مات أو ذبل ماتت أمة بأكملها.
هل سيصحو الضمير الانساني العالمي قبل فوات الآوان، هل سيرحل الفايروس وستراجع المجتمعات نفسها، وتعدل مساراتها وتصحح اخطاءها، وتعمل على الأرتقاء بالانسانية.
ماذا سيسطر المؤرخ عبر صفحات التاريخ وماذا سيكتب ، هل سيكتفي برصد أعداد المتوفين والمصابين في زمن جائحة كورونا، أم سيكتب عن الفقر والجوع والألم ، أم عن اللاإنسانية، وأي مصطلح في قاموس الطب النفسي قادرأ على أن يخط عنوانأ لوصف مآسي البشرية وآلامها.
أيتها الأجيال القادمة سامحونا، جاهدنا حتى نورثكم قيمأ واخلاقاً واحلاماً، لكي تنعموا بحياة أفضل وتكملوا مسيرة النبل والتسامح والعطاء ، ولكننا لم نستطع، لقد باع الساسة الكبار ضمائرهم ، واحتلت العقول، وأحرقت القلوب و جوعت الشعوب.
أيتها الأجيال القادمة؟ السؤال الأكبر والمهم ، هل فقدنا الانسان أم الانسانية ، وهل سيجوع الانسان أكثر، وينتشر الفساد بشكل أوسع وأعمق، ونبحث عن ضمير حي لينقذنا.
يتباكون الناس على الصلاة في المساجد ، ولا يتباكون على بطون جائعة خلف أبواب مغلقة، وعلى امهات ثكلى، وأطفال ممزقة.
أيها الضمير الانساني العالمي هل ستصحو، أم تطلب مزيدا من المآسي ، وفيروسات أشد فتكاً، لترتقي بمصالحكم الشخصية على جثث الشعوب ودمائها.