يُعتبر الذهبُ قديماً وحديثاً من المعادن الثمينة. واحتياطي الذهب ضروري لقوة الدول الإقتصادية ورصيدا لطباعة عملتها. وحتى يومنا هذا الذي ارتفع فيها سعر غرام الذهب بشكل كبير، ما زال يُعتبر الحصول عليه مصدر تأمين للمستقبل ولمفاجئات الحياة.
والذهب يحتاج إلى النار ليُعطي بريقه، فالنار تصقل الذهب وتجعله يلمع فيميَّزَ عن المعادن الرخيصة التي لا قيمة لها. وإن كان الذهب يَتطلب بريقُه إلى نار قوية، فكم بالإحرى حياتنا كبشر؟
صحيح أنَّ حياتَنا هي أثمن من الذهب، لكنها لن تُصقل ولن تَلمع من غير نار الحياة التي تهبّ عليها، لكي تنقيها من شوائب كثيرة، ولكي تصقلها وتزيدها قوة وصلابة. ومن هنا نقدر أن نفهم معنى الصعوبات والتجارب التي تعصف بحياتنا، فهي إما أنْ تحرقَنا وتقضي علينا، أو أن تحرق فينا ما علق بحياتنا من أوساخ وقذورات، وتزيدنا صلابة وقوة وبريقاً.
لذلك، فالأنسان يجب أن يقبل أي تحدي يواجهه في الحياة، ولا يجب أن ننكسر أمامه، بل بنعمة الله وبإيماننا برب الحياة علينا أن نصبر ونجاهد الجهاد الحسن لكي نصل إلى شاطئ الأمان، وعلينا أن نثق بأنه لن تصبنا تجربة بشرية أكبر مما نقدر أن نحتمل، بل مهما كانت التجارب والصعوبات والتحديات كبيرة فإننا بالعزيمة والإصرار والإيمان قادرون على تجازوها والإنتصار عليها، فبدلاً من أن تُشكل العقبات والتحديات جواجز أمامنا نحولها إلى جسور نمشي فوقها وننتصر عليها.
ستبقى ثقتنا بقوة الله التي تعمل فينا والتي تقوينا، وهي التي تزرع الرجاء الحي في قلوبنا مهما انتابنا ومهما أصابنا، لذلك لا نفشل ولن نفشل في مواجهة أي تحدٍ نواجهه.