يعد انفصال الزوجين من أكبر المشاكل التي تؤثر على توازن المجتمع؛ ذلك لأن موضوع الانفصال لا يخص الزوجين فقط وإنما يخص الأطفال ايضاً، ونادراً ما يكون هناك مراعاة للأطفال.
الأب والأم بعد الانفصال ينظُر كلاً منهم إلى نفسه فقط، الأم تريد الأطفال لتقهر الأب والأب كذلك، في ذلك الوقت لن يراعي احد منهم ماذا يحدث مع الطفل وكم المعاناة التي يمُر بها فهو يريد كُلاً من والده ووالدته، ولا يفهم لماذا هو مضطر أن يكون مع شخص واحد فيهم.
الطفل إذا كان رضيعاً فهو بطبيعة الحال لا يفهم أو يشعر بما حوله ولكن عندما يكبُر قليلاً سوف يشعر باليُتم مع أن والده على قيد الحياة، وإذا كان طفلاً كبيراً يكون مضطرب ولا يفهم بماذا يمُر ويحتاج إلى أحد يحتويه ويتفهمه ويراعي مايشعر به، ولكنه يرى أنه وحده ولا أحد يستطيع سماعه فقط صوت المشاحنات والمشاكل والعيوب وهو تائه.
يسأل الطفل عن والده أو والدته، ويسأل لماذا حياته تغيرت، وحتى إذا وجد من عطف عليه وأجابه سيظل يشعُر بالنقص، ومنهم من يشعُر بالذنب وأنه هو السبب؛ وذلك يتسبب في حالة نفسية سيئة لهم.
ينتُج عن ذلك؛ سوء التحصيل الدراسي، وتزيد كلما كبُر وتكبُر معه فجوة النقص التى تربت بداخله مُنذ الصغر، وذلك يؤثر على علاقاته بمن حوله؛ لأنه يحاول بشكل ما أن يكمل النقص الذي بداخله، منهم من يحاول تكملة ذلك بأخذه طريق الإجرام، أو الإدمان، أو التطرف أو أن يكون إنطوائي، ومنهم من يريد أن يتميز في مجال ما ليُصبح الأفضل و ليثبت انه مُكتمل أو أنه موجود، يقول بشكل ما أنا هنا.
في بداية حديثي قلت أن الإنفصال: هو أحد أكبر مشاكل المجتمع؛ لأن من خلاله ينتُج مُجرمين، ومُدمنين، ومُتطرفين، وما هم إلا ضحايا لأباء وأمهات غير مسؤلين.
• هل نستطيع أن نحل هذة المشكلة بشكل ما أو نقلل من نتائجها السلبية؟
نعم نستطيع.
*اولاً: يجب على الأباء، والأمهات عند الانفصال، أو بعده تلاشي الخلاف، والمناقشات الحادة أمام الطفل؛ للحفاظ على حالته النفسية، والذهنية.
*ثانياً: التحدث إلى أخصائي نفسي؛ لكي يحاور الطفل، ويعرف طبيعته، ويحدد الطريقة التي سوف يستخدمها الأب والأم؛ لكى يخبروا الطفل عن الإنفصال.
*ثالثاً: يجب أن يكون هناك إشراف من محكمة الأسرة، أو منظمات حقوق الطفل على من لديه حضانة الأطفال؛ للإشراف على كيفية التعامل معهم وهل يحصلوا على البيئة المناسبة لحالتهم النفسية والذهنية أم لا.
*رابعاً: يلزم عدم التحدث أمام الطفل عن الطرف الأخر بشكل سيئ؛ أي عدم اظهار العيوب، أو السلبيات؛ حتى لا يكره الطرف الأخر سواء كان والده أو والدته.
*خامساً: من حق الطفل أن يأخذ وقت مع والده ووالدته؛ حتى بعد الإنفصال، فهو يحتاج الاثنين وليس واحد.
وهناك الكثير من الحلول الأخرى أيضاً، التي تساهم في بناء صحة نفسية جيدة وسليمة للأطفال بعد الإنفصال.
وفي نهاية الحديث أود أن أقول يجب إختيار شريك الحياة بعناية، ودقة؛ وذلك ليس لنا فقط وإنما لأطفالنا في المقدمة، حتى لا ينتُج خلاف يؤدي إلى انفصال أو تفكك أسرى.