يزيد عدد الفلسطينيين في فلسطين عن ستة ملايين نسمة. في حين لا يزيد عدد من يتعارك مع سلطات الاحتلال، ويعبرون عن قهرهم وغضبهم ومللهم من احتلال طال أمده فأنتنت رائحته، عن بضع مئات من الاشخاص. هذا الموقف يتكرر دائما باستثناء ما تجلى في الانتفاضتين. هذا يعني أن 99.9999999% من الملايين الستة غير معنيين بالامر، أو أنهم جبناء يؤثرون الحياة الدنيا، او انهم مقموعون من السلطة والامارة، أو أنهم راضون عن الاحتلال متوجسون وخائفون من استقلال يؤدي الى احتلال داخلي أسوأ وأشد قسوة وامتهانا ولا إنسانية.
أيا كان السبب، فإن عدم مشاركة الغالبية العظمى من الفلسطينيين داخل حدود فلسطين في الدفاع عن قضيتهم وحقوقهم، وتراخي بقية الفلسطنيين خارج فلسطين، يعطي الرخصة لبقية الشعوب العربية ان تفعل مثلهم وتقلدهم ولا مانع من الثرثرة على موائد العشاء بين افراد الاسر عن الوطن المسلوب، او المستقبل المنهوب.
ونظرا لأن السلطة الفلسطينية تكتفي بالتنديد، سلطة دولة فلسطين كما يقولون، فبأي منطق وحجة تُلام الحكومات العربية المكتفية بالتنديد مثلها؟
لقد اصبح الحوثيون الاقل عددا وتعلما وثراءاً، وتقدما من الفلسطنيين، رغم عزلتهم والحصار المفروض عليهم، اصبحوا قادرين ومنذ سنوات على مواجهة اكثر الاسلحة فتكا تستخدمها ضدهم نُخب الجيوش في الاقليم. بل هاهم ينتجون صواريخ متقدمة ودقيقة وفعالة ومُرهبة، ويجيدون استخدامها، مما مكنهم من أن يثخنوا في خصومهم.
السؤال المحير، لماذا لم تستطع حماس وبقية الفصائل من ان تمتلك اسلحة مكافأة وأن تصنع بنفسها ما ينقصها وخاصة الطائرات المسيرة كما يفعل الحوثيون؟ إن عدم جدوى وهزلية الصواريخ الايرانية التي بأيدي حماس وبقية الفصائل تدل على أن ايران تسخر منهم وتعطيهم اسلحة فاسدة ومتخلفه. اذا كان الامر كذلك فلماذا لا يرمون هذا القطع الحديدية في وجوههم؟ أما إذا كانت الاسلحة الايرانية التي وصلت حماس عبر الانفاق تضاهي تلك التي لدى حزب الله والحوثيين، فإن فشلها المتكرر والباعث على انكسار الانفس يوشي بعدم كفاءة المقاتل الحمساوي، أو عدم إخلاصه او عدم جدية حماس في مواجهة اسرائيل، وأن التفاهمات السرية بينها وبين اسرائيل تطبق بإخلاص. وإلا لماذا لا تخرس الصواريخ المَسخَرةِ؟ صواريخ لم تقتل اسرائيليا طيلة عقدين من الزمان، ولم تدمر دبابة او مصنعا أو منشأة لاسرائيل . بل لم تصب هدفا. الا اذا كان المقصود ان تطلق في الهواء وعلى الحقول. الا يخجل مُطلقوها من العار بعد التصريحات والتهديدات الفجة، لينتهي الامر بفتيشات اطفال؟ كفى، كفى، تسببتم في قتل الالاف من الشعب الفلسطينين وإفقارهم، وتهديم منازلهم، وقطع ارزاقهم. كفى متاجرة وتربحا من كل مصيبة.