بلادُنا تفيق على الندى يغطي رموشَها، ويوقظها وقعُ اقدام الطلاب والمعلمين والعسكر والعمال والرعاة والحراثين، تتدفق المزاريبُ بين يديها ولا تتوقف النواعيرُ عن الترحاب بقرِبها.
بلادنا تشرّفها مقاماتُ جعفر و ابي عبيدة وبلال بن رباح.
بلادُنا سوراقيا (سوريا الكبرى والعراق) اول الأبجدية والعدل والقمح والخيل.
سوراقيا التي ترصّعها مدنُ الثلوج والمروج، ضاربةٌ في العراقة والعتاقة ممتدة من البتراء إلى الاسكندرون فالمحمّرة.
سوراقيا الأبهى التي انتقتها الصهيونية الغبية، من بين كل بقاع الارض، لجمالها وكمالها وشموخها.
سوراقيا الحسام القاطع وسبيكة الفولاذ المسقية الصافية، ستشهد مجددا، هزيمة العبرانيين كما هزم اسلافَهم، ملكُ مؤاب الفارس الأردني ميشع بن كموشيت عام 840 قبل ميلاد ابننا عيسى بن مريم عليهما السلام.
حينها شخبَ دمُ الغزاة من ذرى بصيرا وشيحان وذيبان ومادبا حتى فاض به وادي الحسا ووادي الموجب (ارنون) والنهر المقدس.
وكذلك كانت مقتلتهم شرقي النهر في الكرامة حين ولوا الأدبار مدحورين وحراب الفرسان النشامى جند الحسين تنغرس في ظهورهم.
حينذاك ارتوت سوراقيا وظلت تصدح إن مصير الغزاة هاهنا يتقرر. ومثل هذا المصير لا غير، يكون مصير العبرانيين الغزاة.
من رحم هذه الأرض طلع الحارثُ الرابع الأردني العربي ملك الأنباط، الذي انتصر على اليهود والرومان واسترد دمشق وانتصر على قاطع رأس يوحنا المعمدان في معركة جلعاد عام 7 للميلاد.
ومن كبرياء هذه الارض تشربت زنوبيا (الزباء) أيقونة سوراقيا، العزَّةَ والعزمَ، فثارت على روما، امبراطورية العصر المرعبة، ودفعت الصداق الذي تستحقه الحرية والكرامة.
ومن هذه الأرض طلع والد الذبيحين ابراهيم الضمور الكناني الغساني، حامي الدخيل المناضل الفلسطيني الشيخ قاسم الأحمد الزرعيني.