أن تمتلك القدرة على فهم نفسك كما قالها سقراط ( اعرف نفسك) تلك هي حجر الزاوية في الذكاء الوجداني .
والوعي بالذات ھو العنصر الأول والأهم في ذلك الذكاء، وعماده و الثقة بالنفس ، إننا في أمس الحاجة دائماً لمعرفة أوجه القوة لدينا وأوجه القصور ، ونتخذ من هذه المعرفة أساساً قوياً لقراراتنا .
في هذا الزمن الذي نعيش فيه زمن التناقضات ، زمن عدم الاستقرار النفسي والتخبط العاطفي ، عصر السوشال ميديا والانفتاح الفضائي الرحب ، لا بد أن تمتلك من المهارات والذكاءات المتعددة لتبني سدأ منيعاً أمام الانهيارات العصبية والأمراض النفسية.
يحتوي وعاء الذكاء الوجداني على لغة عاطفية ثرية تجعل اصحابها قادرين على تحديد عواطفهم، والتعامل معها بطريقة صحيحة ، كما تساعدهم على التعامل مع المشاعر السلبية بشكل أكثر فاعلية.
حاول فك شفرات عقلك، وابحث عن الذكاءات التي هي مهمة في حياتك، درب نفسك عليها ، وتعامل مع الأفكار كمجرد أفكار وليست حقائق، وتجنب الحديث عن بعض المواضيع أكثر من اللازم. والتخلص من الأفكار التي قد تجول في أذهاننا والتي لا قيمة لها وغير المفيدة في معركة حياتنا.
إن حمل الضغائن أو الحديث عن الماضي الذي لا يمكن تغييره، وأن التركيز على التجارب السلبية التي حدثت سابقا من شأنه أن يمنعك من التمتع باللحظة الراهنة.
إن للتوازن العاطفي أساس لحياة سعيدة ولتوازن صحي وتوافق جسدي ومشاعر أكثر قدرة على السيطرة ، إذ أن التفكير في الجانب المشرق من حياتنا وما نشعر بالامتنان من أجله يساعدان على الخروج من أنماط التفكير السلبي والحالات المزاجية العاطفية السيئة.
نعيش أزمات معقدة ومركبة ،ولا نرى بالأفق ما يبشر بالأمل،،، أحداث يومية ضاغطة ، صواعق وبرق ورعد ، بغير وقتها، ولا يمكن مواجهة هذه التحديات من غير التسلح بذكاءات متعددة لتحي فينا الأمل وتجدد بنا الحياة.
من شأننا كبشر ونفوس بشرية أن يعترينا الضعف والنقص، وأن ينتابنا بين الحين والآخر مشاعر الإحباط والقلق والخوف ، بالتأكيد هكذا الانسان الذي يفقد الاحساس بالحياة لن يعطي أي أهمية للعلاقات الإنسانية حتى للمقربين من حوله، ويبدأ تدريجياً يفقد الإحساس بروح الأشياء من حوله وكل ما يتعلق بالقيم والمبادئ أو المعاني المجردة مثل الحب الإخلاص وغيرها وستظهر عليه بعض المشاعر المريضة مثل الأنانية والنرجسية، والأمراض النفسية، مما سيجعلنا نلجأ لكل استراتيجية من شأنها الاستسهال لأشباع حاجاتنا الأخرى بطريقة غير صحية.
ان حقل الذكاء الوجداني حقلاً واسعأ جداً ويدخل في جميع مناحي الحياة وله دور مهم في الأمن والحماية الفكرية والغذاء الروحي ويزيد من الدافعية والانجاز والسعادة والقدرة على اتخاذ القرارات الصائبة