الأردن بقيادة جلالة الملك عبداللّه الثاني بن الحسين حفظه اللّه يحظى بالمصداقية العالية في المحافل الدولية نظرًا للاحترافية والموضوعية في تقييم الملفات المعقدة في الإقليم، والتوصية بالحلول المناسبة لها والمبنية على أسس تظهر البراعة في مواجهة التحديات واستشراف المستقبل بكل حكمة ووطنية تتماشى مع القيم السياسية الدولية وتحافظ على المصالح الوطنية.
الدولة الأردنية بقيادتها المؤثرة تاريخيًا مثال يحتذى به في الاحترافية والعمق واحترام التعهدات الدولية بالمنطق السياسي والقدرة على التغلب على الصدمات والصمود بثبات على مواجهتها بينما أخفق الآخرين في مجالات مختلفة.
لقد واجه الأردن مؤخرًا كثير من العواصف السياسية والاقتصادية ابتداءًا من الربيع العربي والذي نجح الأردن في العبور الآمن منه رغم وجوده ضمن منطقة ملتهبة، بحكمة بالغة الأهمية تستحق أن تدرس، وفي أزمات العراق وسوريا نجح الأردن وصمد بكل اقتدار بالرغم من أننا خسرنا كثير من التجارة البينية معهما واستوعبنا ما عجزت عنه دول كثيرة من موجات اللجوء المفاجئ من هذه الدول ووفرنا لهم الحياة الآمنة والكريمة، بالإضافة إلى الدور الريادي للقوات المسلحة والأجهزة الأمنية في محاربة الإرهاب باستراتيجية محكمة التنظيم محافظةً على الاستقرار في الأردن.
يعد الأردن مصدرًا اساسيًا للهدوء والاستقرار في القدس الشريف اعتمادًا على الوصاية الهاشمية والحفاظ على المقدسات الإسلامية والمسيحية والسند الأقوى للأخوة الفلسطينيين لنيل كرامتهم الوطنية وحريتهم ويوظف علاقاته ومصداقيته الدولية لحل الدولتين، وقد قاوم بثبات منقطع النظير كافة الضغوط لتمرير صفقة القرن والتي كان تأثيرها سلبي على الأردن في أربع سنوات عجاف.
التعاطي الأردني مع كل هذه الملفات الإقليمية ببراعة يعزز من مكانة الأردن العالمية، فينظر له صناع القرار على جميع المستويات الدولية بإعجاب ويرون حجم الإنجاز والصلابة والاقتدار على مواجهة التحديات، وقد أثبت الأردن وقيادته أنه الأكثر اتزانًا وحنكةً سياسيًا واستراتيجيًا، والأقدر على عبور التحديات الجسيمة في الإقليم بقدرات وإمكانيات نوعية ومهنية تحرص على مصلحته الوطنية.
الزيارة الأخيرة لجلالة سيدنا برفقة ولي العهد إلى الولايات المتحدة الأمريكية حظيت باحترام وترتيبات وتجهيزات كبيرة من الجانب الأمريكي وعلى كافة الأصعدة، والتي تهدف إلى تعزيز الشراكة الاستراتيجية بين البلدين، والعمل من أجل استقرار المنطقة والبدء بمرحلة جديدة من التقارب الأكثر طموحًا، ونقل وجهة النظر العربية بعد نشاط دبلوماسي أردني في المنطقة يعزز من مكانته الإقليمية.
الكرة الآن في مرمى الحكومة وحتى القطاع الخاص للاستثمار والاستفادة من مخرجات الزيارة الأخيرة لجلالة الملك والبناء على الإيجابيات التي تحققت لمصلحة المنطقة.