نيروز الإخبارية : بحضور مدير بيت الشعر فيصل السرحان اقيمت مساء السبت أمسية شعرية في مقر البيت في مدينة المفرق ضمت ثلاثة من شعراء اللغة العربية، حيث أشعلوا قناديلهم في أركان البيت وأرسلوا لحن المحبة والسحر والجمال بإبداعاتهم وفيض شعورهم.
مدير الامسية الصحفية سوسن مكحل من جريد الغد الأردنية مرت على بعض الإضاءات المقتضبة من سيرة الشعراء وتركت عنصر الدهشة لهم ليبحروا بالحضور كلمة ومعنى وسموا ، الشاعر خالد السبتي سافر بالجمهور بعيدا لعالمه الذي يلونه بريشة الألق والحسن على إيقاع خاص بروحه يتعامل معه بكل رقة ودقة ، وقدم من قصيده الجميل فقال:
ثمل برؤياي التجأت إلى الندى ....
لو كان بعض مدامها يجري على كأسي
لكنت تركت حيي
واتجهت إلى هواي
...
لكنها أرِنت
وأعجبها اكتمال أنوثة
فمضت تدق بكعبها طرق الغواية
تشعل المارين في حقل التنهد
تشغل النساك عن طقس العبادة
تستريح على أريكتها
وتلهو في رؤاي
عبث هو الطقس المرافق للندى
حين استباح رخامها بعض الخيال :
هل كان هذا الضوء لي؟
وانا يخالطني الحنين لكي أسير متيما
فيغار مني عاشق لم يصح من حلم وغادره هواه
وكأن ليلي ما انطفا
(قال المغرد في حقول قوامها)
وكأنني ثمل تخاصمني قواي
وانا استبد بي الغرام
ولم تزل في البروق تهزني لصباي ...
ولربما لامست ناراً فالتجأت لدفئها
أو ربما مرت كبيت قصيدة
يحتاج قافية ولم تكمل نهايته
فتهت ولم يزل بي لحنها
وتردُّدُ الإيقاع يحمله نِداي
أنا ربما ثمل بها
أوصدت بابي دونها خوفاً علي
على رؤاي
ثم قرأ الشاعر أحمد الفقهاء - وهو المشعل الثاني في هذه الأمسية - قصائد تحمل تجلياته الشعرية بطريقته الخاصة ، فقال :
قال الشاعر السوداني المبدع محمد عالباري
(شَيءٌ يُطلُّ الآنَ مِنْ هذي الذُّرى
أَحتاجُ دَمعَ الأنبِياءِ لكـي أرى )
فقلت معارضا قصيدته الرائعة :
تحتاج دمع الأنبياء لكي ترى؟!
أو سؤر عيسى إذ تطهّرَ وانبرى
ما كل من ملك الأمانة مخلصاً
أو كل من ضربَ المحيط تفجّرا
فلكم تباهى في المدائن غاشم
ولـزائـل غنّـتْ مزاميـرْ القـرى
وتغـزّل الشعـراء في خـدٍّ بــه
فحشٌ أحال الطهرَ ذنباً أحمرا
الحق أبلج في براءة محسن
لكنـما الإصبــاح فجـرٌ فُجِّـرا
يستلني وجدي لأُنكر من أنـا
ويثـور فــيّ تجبّـراً وتحيّــرا
ويُراودنَّ غضـاضـتي وكـأنـه
غـرٌّ يُجــابـه مـارِداً لا يُـزدرى
فيطلّ فجـرٌ دونَ أيّ ملامح
ينساق كالأعمى يناكفه السرى
والليل يزأر في غياهِب باطـل
والصبح يُغبَـنُ في اعتقاد مُكتَرى
فالشاهدون الغائبون تساقطوا
وتلقّـفَـتْ آمـالهم جِــنّ الكـرى
والطامحون إلى المعالي حرصهم
كالقابعين بقعـرِ جُـبٍّ قـرقـرا
واللاهثون إلى المقابر ما دروا
أن المكارم نازعـتْ أن تُقـبرا
فاصدحْ بحقٍّ فالمَماتُ مقدّر
واكتبْ على الأشهاد (حراًّ ثائرا)
الشاعر المبدع أحمد أبو قبع نثر ضوء روحه على ذاك المساء عبر أحاسيس تعبر عن بهاء الكلمة والمعنى ، ومما قراه :
المشكاة ،،
"نزفت جراحُ الصمت لمّا قد علا
بمحمد وهجٌ يصيب ترددي
والقدس رغم سلاسل الشهداء
شاهدةٌ على مسرى النبي محمدِ
لمّا دنا للعرش كان المُهتدى
زفّت بنور قدومه أرضُ الغدِ
أسرى بها بشرًا وعاد ملائكًا
قد توجت بالنور أرض المسجدِ
قد جئتنا جُهلًا نخاطب بعضنا
بالسيف يشرحُ قائلًا: أنا من عدي
لملمتنا شُعبًا فكنت المُقتدى
أظهرتَ بالعلياء نورًا في يدي
وأنرت بالقرآن قلب مُحسدٍ
فتجمعت رحماتُ خدٍ أمردِ
فالنور في قسماته متهيءٌ
لليل يجلي ظلمهُ المتعددِ
بعض الوجوه خلقن في عليائه
لكنَّ وجهك ظاهر كالفرقدِ
متنزهٌ عن كلِّ سوء في الورى
متعفف ملك الهوى في مشهدِ
ولأنت خيرُ الرسل في سبل العلى
شهد الإله بأن وصلك مُسعدِ
بمحمد ختم الإله رسائلًا
قد طوقت بالعزّ من متفردِ
هذا بيان الناس فارحم زلتي
أما بيانُ الله ما من منشدِ
رامت بنا قسماته وبنانه
حتى كأنَّ حرارة من أبردِ
يا من ملكت زمام أمر قد بدا
من لحظة الغار المعدّ الممهدِ
عيسى الذي أنبى بوطئك ها هُنا
لم يكتمل في الموت إن لم يسجدِ
يا واحدًا بالحبِّ يا قطر الندى
يا من على حرف الهوى في الأوحدِ
يا ساكنًا روض الدنا يا قائدًا
يا من ملكت سريرتي ومهندي
كن يا حبيبي منجدي من وحشتي
بالحب يحظى كل قلب أجودِ
وعلى ظلام سنيّ عمري شاهدٌ
هذا القصيد وجملةٌ بالأسودِ
سودت في ليل الهوى قلبي الذي
قد مال عن درب لدرب محمدِ
هذي يدي أمددتها بصلاته
من لي بغير وصاله من منجدِ
والآن قد رضخت لدرب ضيائه
هذي الوجوه ووجه قلبي الأسعدِ " ،،
وقد حضر الامسية عدد من محبي الكلمة وعشاق الشعر.
وقام فريق فضائية الشارقة كعادتهم
بالتغطية الإعلامية المصورة .
ويستمر بيت الشعر بمتابعة مسيرته من خلال اقامة الامسيات لمختلف الشعراء على ساحة المملكة الاردنية الهاشمية بمعدل امسيتين في كل شهر .