سمعت الصوتَ الذي ألفتهُ طيلةَ مايقارب الخمس سنوات من خدمتي التي امتدت الى ٣١ عاما فأخذتني عيوني هناك الى الفضاء الرحب واتجاه الطائره الى الجنوب اذا هي رحله الجفر الأسبوعيه فوقفت انظر الى الطائره وكسرعتها أخذتني بالذاكره الى تلك الأيام التي كنت استقلها ذهابا وإيابا حاملاً حقيبتي الملئا بأشيائي الخاصه التي يمكن حملها التي تكفيني لمدة اسبوع او عشره ايام مدة غيابي عن بيتي وأولادي ، عادة لا أقوم أنا شخصياً بتحضير الحقيبه ومع الخبره بات هذا الواجب تقوم به زوجتي وابنتي ذات الخمسُ سنوات انذاك وهي لحظه حزينه بالنسبه للزوجه والأولاد .ذات مره فتحت الحقيبه عند وصولي الى غرفتي وإذا بصورة لابنتي وقطعه من العابها وجزء من اشيائها الزاكيه في حقيبتي كانت قد وضعتها بنفسها خوفا منها عليا من ان اجوع ولكي اتذكرها وضعت الصوره ،فلقد اثّرت فيا هذه اللحظه ايما تأثير فلقد عايشت بعدي عنها منذ الصغر فأعتادت عليه وتجرّعت حرقة الوداع صغيره، فكم هم من مثلي حملو صور أبنائهم في محافظهم والوطن في قلوبهم تركوهم اطفالا وعادو وقد خطت شواربهم ولم يعيشو لحظات الخطوه الاولى للمشي او لحظات خلع الاسنان اللبنيه التي تعتبر بالنسبه للطفل حدث محفور في الذاكره كان يحتاج ابوه في تلك اللحظه بجانبه او اليوم الاول للمدرسة واستلام الكتب وقصص البطولات التي حدثت معه بالصف . فالتضحيات قد لاتكون بالدم دائما بل اشياء معنويه قد تغير مسيرة حياتك وحياة اولادك ،
زامور من بوق سياره اعادني من ارتفاع تلك الطائره الى حيث انا وقال لي الحمد لله على السلامه انت تعيق الحركه في الطريق فتنحى جانبا.فلقد كنت اقف في وسط الشارع العام.