بإنشاء الولايات المتحدة قاعدة عسكرية فى الشمال السوري ووجود حامية عسكرية روسية فى طرطوس على البحر المتوسط تكون المناخات السورية بين نقطتين انجاذب ومحوري استقطاب شرقية وغربية وهذا يتوقع ان يؤدى الى وجود مساحة تعادل فى الاجواء تؤدى الى مناخات من عودة الامن والاستقرار الامر الذى يحمل رسالة بشرى لعودة الامان فى ربوع سوريا فان سلب السلب موجب.
فيما يتوقع بعض المحللين ان تحمل المفاوضات السورية الامريكية التى تجرى فى واشنطن نتائج ايجابية على صعيد العلاقات البينية بين الجانبين بحيث تشرعن الانتخابات الرئاسية السورية من جهة وتمكن الولايات المتحدة من حضورها الميداني بواسطة القاعدة العسكرية الامريكية التى يعول عليها بحفظ نقاط التوازن العسكرى بين القوات الامريكية والروسية وتوظيف مسارات الامن الاقليمي لا سيما وان الولايات المتحدة بدات باعادة نقاط التموضع جيوسياسي لحضورها فى شرق المتوسط بعد انسحابها العسكرى وليس السياسي فى كابول.
وكما وذهبت بعض التحليلات الى التاشير لفتح قنوات نقل جوية لما تبقى من داعش والنصرة الى المناطق الافعانية عبر القنوات التركية التى تقوم بمثابة الضابطة الامنية لاسيا الوسطى بتفويض من واشنطن وهو العامل الذى سيضيف لمضمون الاستقرار والامن السوري منزلة جديدة يمكن البناء عليها بعودة سوريا الى سابق عهدها من الاستقرار.
ولعل الخط الكهربائي الواصل بين مصر عبر الاردن الذى يراد منه ايصال شبكة الكهرباء للدولة اللبنانية بتمويل من البنك الدولى يتوقع ان يتم استثماره للكهرباء فى سوريا وهو ما يشكل ربطا عضويا كهربائيا كما يشكل رباطا سياسيا جديدا وهذا قد يقود الى عودة سوريا الى الحاضنة العربية وهذا ايضا ما يشكل مدخلا آخر لعودة الاستقرار فى سوريا وكما يشير الى عودة دمشق الى مكانتها فى المنطقة والبدء بعودة المناخات السورية الى سابق عهدها.
وعلى صعيد اقليمي متصل ما زالت اسرائيل عبر حكومتها بقيادة نفتالي بينت تحاول فتح قنوات تفاوضية مع القيادة السورية واستثمار المناخات الايجابية الامريكية الروسية الداعمة لهذا التوجه من اجل اعادة اطلاق مفاوضات جادة مع المجتمع العربى المحيط تطال القضية المركزية فيها بحيث تكون شاملة وجادة وبما يمكنها ان تسهم فى بناء اطار اقليمي قادر على احتواء الحل القادم وعودة مناخات الامن والاستقرار للمنطفة من خلال التخفيف من وطأة التجاذبات الاقليمية فيها وهذا ما سعى اليه الاردن دائما وأكد أهميته فى الرسالة الملكية التى حملها جلالة الملك فى لقائه مع الرئيس جو بايدن وكما مع القيادة الامريكية وهو ما يؤكد ان الدبلوماسية الاردنية تمتلك ثقلا سياسيا وازنا وميزان تاثير عميق وتعمل بمصداقية وتفان فى خدمة شعوب المنطقة وفى المحافظة على الامن والاستقرار فيها لذا يستحق ان تكون له المكانة المركزية