التقطت هذا العنوان من كلمة جزيلة المعاني غزيرة المقامات من فيديو متداول لمعالي د.خالد الكركي، ومع أن غالب ما قال يستحق أن يكون عنوانا لأوجاعنا الأردنية و(عنطزاتنا) ولم تسعفني غير هذه الكلمة إسماً كانت أم فعلاً لوصف الكثير من أحوالنا البائسة هنا وهنا وهناك..!.
التعليم حرية..نعم يجب على التعليم أن يستخلص من الإنسان أقصى طاقاته الجميلة، ولا جمال دون حرية، فالعبودية لا تنتج إلا العبيد ولن تنتج سادة بكل الأحوال، أقول هذا وأنا أتأمل حال بعض بعض إداراتنا الجامعية الصغيرة والعقيمة منها، وكيف أوغلت في نصب المكائد واستنباط المضايقات وتلفيق التهم والتلاعب بالتشريعات لتتخلص وتنتقم من المتميزين، كنت في حديث مع أكثر من دكتور في ذات الجامعة المنكوبة بإدارتها، وحدثوني بلوعة وحسرة كيف تركوا البلد وهاجروا ربما من غير رجعة بسبب ذات الرئيس (المدعوم من فوق كما يدعي) وغيره والذين ينفيذون بعلم وغير علم احيانا لا بل بسذاجة؛ مخطط تفريغ الجامعة من الكفاءات بشتى السبل والوسائل القبيحة دون وازع من ضمير أو أخلاق، تحت نظر وسمع جميع الأجهزة الرقابية ووزير يسمع ولا يرى ويرى ولا يسمع والتواطؤ مع ذات الرئيس مكشوف ومفضوح ولكن عقلية المزرعة تجتاح بعض قطاعاتنا التعليمية وجامعاتنا وبلدنا، فالدكتور الذي يتظلم أو يبدي رأياً أو يرفع قضية للمطالبة بحق له، تأتيه لجان التدخل السريع من الرئيس الصنديد، لتلفق له كل ما تيسر من تهم كاذبة، بظل منظومة التشريعات التي أفقدها شرعيتها، ويصبح الأستاذ الجامعي بلحظة متهماً فاقداً للأهلية، والأسوء من الرئيس كل من يسخرهم ليكونوا عملاء للظلم واهواء لساديته وطبيعته القبيحة في الظلم والأذى، منتشيا بعد كل قرار تحمله له لجانه المطواعة المنبطحة الخانعة، لقد بلغ السيل الزبى، ولم تجد من يطيق مثل هذا الرئيس وثلة ممن حوله، ولا ننسى تعيينات المصلحة التي تُسكت كل المتنفذين الطيعين المدافعين عن بلاوي ذات الرئيس من باب ( طعمي الثم بتستحي العين)..!.
القضية الأخرى من العنوان التدخل الزائد وصاية، فالتعليم يفتح لنا الباب ولكن علينا أن ندخله لوحدنا، وما يدور في الأفق من التعليم العالي وبعض الإدارات الجامعية( وبالمناسبة إحداها توجه الوزاره كما نعلم، وهم يكتبون لمعاليه تعليماته وتنظيماته..!)، فيستقبل العاملين في بعض… بعض الجامعات سيل من التعليمات والكتب الرسمية من إدارة الجامعة و(زلمتها)، وعندما تقرأ تصاب بالغثيان لما وصلت له الحال، تدخل ووصاية في كل كبيرة وصغيرة للمدرس، وفي ذيل كل كتاب عبارات التهديد والوعيد لأعضاء الهيئة التدريسية، وكأنك في (صف ثاني ابتدائي جيم أيام زمان أو الدرك أيام الحكم الثماني)، وعندما تستعرض هذه المخاطبات والدور الذي يقوم به هذا الإداري المدعوم من المدعوم، لن يقودك التفكير والتمحيص إلا إلى أمراض نفسيه تمارسها هذه الإدارات على خلق الله في كل كبيرة وصغيرة ولا أنسى ملف الترقيات في بعض الجامعات الذي أصبح مضربا للمثل بالإعاقات والسخافات التي يتم إختراعها من ذات الشخصيات المريضة لتعطيل الناس والإضرار بهم، أو إستخدام الترقيات كأعطيات وكلما نافقت أكثر وسبحت بحمد الإدارة كلما حصلت على الترقية بسرعة البرق، وكلما أحضرت واسطة ثقيلة فسيتم التغاضي عن كل إعاقاتك البحثية وتتم ترقيتك… والأمثلة كثيرة ، وإذا سألت عن حقك فالإجابات جاهزة (عدم إكتمال شروط النشر) وتتعمد ذات الإدارات وضع هذه الرد الغامض غير القانوني لكي لا يستطيع أي عضو هيئة تدريس مقاضاتها، بإختصار وصاية وأعمال يندى لها الجبين، ولو قُدر لرئيس الحكومة تشكيل لجنة تضع اليد على ملف الترقيات في بعض الجامعات، فلا أقل من السجن للقائمين على الملف ..!.
نعم التدخلات الزائدة في كل شيء وصاية فما بالك في التعليم، الذي يجب أن يفتح للمدرس الأفق الأرحب لإبداعاته هو وطلبته، لا أن تحسب عليه أنفاسه بتعميمات مخجلة تتدخل بكل كبيرة وصغيرة ونفذ وإلا أقمنا عليك الحد..! في آخر كل كتاب، الوصاية قد تصح للقاصرين أما لأساتذة الجامعات فالأمر يجب أن يوقف عند حده ، فقد عاث وتنمر رهط من الإدارات، ففسدو وأفسدوا وما زالوا بيننا يحطمون كل جميل، في وطن يحتاج منا غير ذلك، القضية بعهدتك يا وزير التعليم العالي والمعروف لتاريخه أنك لم تفعل شيئاً تجاه مخالفات صارخة من ذات الإدارات الجامعية… ! لا بل… وللحديث بقية، والظلم والقهر والاستبداد والفساد لم ولن يدوم حتى لو صاحبها مدعوم كما يدعي، الأردن أكبر منا جميعاً فهل تعقلون؟… حمى الله الأردن.