رحمك الله يا شهيد القوات المسلحة الاردنية –الجيش العربي ماذا كان دعاوك ودعاء والدتك ماذا كنت تقول في تلك اللحظات غير الله اكبر- الله اكبر- الله اكبر ، ماذا كان قائد جماعتك وقائد فصيلتك وقائد كتيبتك يزرعون في قلبك وعقلك ، كيف تم تاهيلك وتدريبك لتصمد في خندقك ، رحمك الله لقد ارعبتهم حتى في طريقة استشهادك وقالوا (رغم انك تعرف انك ستموت الا انك بقيت صامدا في خندقك) فهذا الصمود لن يقدروا عليه مهما دربوا وزرعوا في عقول جنودهم من اقاويل فالفرق شاسع ، ماذا كانت تقول لك والدتك ووالدك واخوتك وعشيرتك لتنال شرف الشهادة ، ماذا كانت تعني لك تلك اللحظات التي واجهت فيها عدواً شرساً معتد اثيم ، كيف كنت تنظف سلاحك كم طلقة كنت تكدّس في خندقك ، ماذا كنت تقول لزميلك في الخندق عندما اقترب العدو من مواقعك واصبح ضمن مرمى سلاحك ، ما هي وصيتك ، كم طلقة اطلقت وكم اصبت منهم ، كيف كان صوت صراخهم وهم يتهاوون امام خنادقكم ، كم ساعة استطعت ان تجعلهم ينتظروا قبل ان يصلوا لك ونعرف انهم فشلوا بعد محاولات عديده من الوصول لكم الا باستخدام الطائرات والمدفعية والصواريخ وانزال جنوده خلف مواقعكم الدفاعية ، ولا زالت آلياتهم ودباباتهم جاثمة امام مواقعكم لغاية اليوم لتشهد على شجاعتكم ، هل كنت تعلم ان الله سيحقق امنيتك بان تدفن في نفس المكان الذي دافعت عنه وتحتسب ذلك جهادا في سبيل الله ، وتستشهد في خندقك مقبلا غير مدبر ، وهل كانت امنيتك ان يصلى عليك في المسجد الاقصى اولى القبلتين وثالث الحرمين ، هل كنت تعلم انه بعد عشرات السنين ستنهال عليك دعوات المسلمين من كل اصقاع الارض وتنير قبرك اكثر واكثر ، وها هم ان كنت لا تعلم يا شهيد القدس هاهم زملاؤك ابناء القوات المسلحة الاردنية - الجيش العربي بعد اقل من سنة واحده من استشهادك يثأرون لك ولجميع شهداء الوطن والامة وفي الكرامة غير بعيد عن مكانك وجعلوا من تجرأ على احتلال الارض واستباح المقدسات ودنسها يتراجع ويجر اذيال الخيبة ، فنم قرير العين يا من كنت واصبحت مشعلا ومثالا للجندية والتضحية والفداء والجهاد في سبيل الله ، رحمك الله ورحم كل شهداء الجيش العربي في القدس وباب الواد واللطرون وفي كل بقاع الوطن والعالم الذين قضوا ليعطونا الحياة مدافعين عن الوطن وكرامة الامه .
لقد كان يوم تكريمك يا شهيد القدس بمراسم عسكرية مهيبة محمولا على اكتاف زملائك ابناء الجيش العربي ممن استمدوا العزيمة والقوة والشجاعة منك وامثالك الذين سبقوهم ولسان حالهم يقول وهم يحملونك ( اللهم ارزقنا الشهادة في سبيلك ) وسيحملون قصتك وشعورهم بالفخر والكبرياء الى كل مرتبات الجيش ويتوارثونها في تدريباتهم وقصصهم وتمارينهم ، وها هو الجيش كما عهدتة يا شهيد الامه وانت تثبت للقاصي والداني انك كنت هناك وتأبى خوذتك وشعار الجيش العربي وحربة بندقيتك ولباسك وما تبقى من ذخيرتك تأبى الا ان تقول للعالم ولكل من يشكك في دور الاردنيين وقيادتة وشعبة وجيشة الذي لا يزال على العهد رغم تغير وتبدل الكثير وتقول لهم نحن هنا وهذا دليلنا، وان شعلة الجهاد والوقوف في وجة العدو وقصص صمودكم ستمدنا بقوة وصمودا اسطوريا بوجة كل من تسول له نفسة المساس منه وبما يمتلك من امكانيات وشجاعة منتسبيه وتحديث وتطوير القوات المسلحة الاردنية –الجيش العربي واحترافه وامتلاكة احدث الانظمة والاسلحة والمعدات .
بارك الله بكم يا ابناء الجيش العربي الذين لا تزالون تحملون المبادي النبيلة والعقيدة القتالية السليمىه المستمدة من ديننا الحنيف وتراثنا العربي الاسلامي العريق، ومعارك الشرف والبطولة معارك الفتوحات الاسلامية ومقامات الصحابة الشهداء على ترابه الطهور ، ومبادي الثورة العربية الكبرى وبطولات الجيش العربي ونشكركم على هذا الوفاء والقوة والانفة واصرار رئيس هيئة الاركان المشتركة اللواء الركن يوسف الحنيطي وبتوجيهات من جلالة القائد الاعلى الملك عبدالله الثاني بن الحسين على تكريم شهيد القدس بعد اكثر من اربع وخمسون عاما على استشهادة وبمراسم كاملة وبنفس المكان الذي دافع عنه وهذا دليل على احترافكم وقوتكم وصدقكم الوعد والمحافظة على معنويات الشعب الاردني وجيشة عالية باستمرار وندعو الله ان يحفظ الاردن حراً عربياً أبياً هاشمياً بقيادتة الهاشمية المظفرة اللهم آمين .