مناحي الحياة في الأردن، حيث وجدت لنفسها طريقا أكثر أختلافا وتعقيدا مما كان متوقعا، وعلى كافة المستويات كان حضور المرأة في وسائل الإعلام بكافة أنماطها: "المطبوعة،الإلكترونية، المرئية والمسموعة" مختلفا وضعيفا.
هناك أسباب تعود إلى عوامل ترتبط بضعف الوعي الجندري المتفشي
في قطاع واسع، خصوصا لدى خريجي الإعلام الذين يعملون في وسائل الاعلام بعد تخرجهم دون توفير دورات متخصصة تعوض النقص لديهم في مستويات الثقافة بهذا الموضوع.
فالتوازن الجندري مهم جدا في كتابة المحتوى الإعلامي .
وكما هو معروف أن رسالة الرجل والمرأة في الإعلام واحدة، فمهمة الإعلام لا تختلف باختلاف الجندر، فالهدف هو نقل الأخبار الصحيحة بالإضافة للتوعية المجتمعية على الكثير من المواضيع الهامه والهادفة.
هل لاحظتم أن الكثير من الدراسات الأجنبية ناقشت موضوع الجندر وربطته بشكل مباشر في السياق الإعلامي الذي يقدمه المسؤول عن الإتصال/الإعلام في كل مؤسسة ، لكنها تبقى تعالج إشكاليات مختلفة تعانيها المجتمعات الأجنبية التي تتحيّز للرجل على الرغم من ادعائها الدائم للمساواة بين الجنسين كما أنها تحصر المرأه في إطار ضيق لتجعل دورها الإعلامي محصورا في تقديم المضامين الهشة والضعيفة التي ترتكز على الإثارة والتسلية ليتصدر الرجل المشهد الأقوى والأضخم في تقديم المحتوى الإعلامي الهادف والمهم من خلال تقديم البرامج ذات الطابع المختلف والتي تعتمد على المقابلات الجدية و تحليل الأحداث والوقائع والمجريات في الكثير من البرامج الإعلامية .
ومن المهم جدا توفير المعلومات حول كيفية استغلال المادة الإعلامية بحيث لا تساق إلى مكان آخر وتعزز نظره المجتمع للظواهر السلبية ، وهنا علينا الوصول إلى مصادر الخبر الرئيسية والتي تنصب مباشرة بثقل ووزن الخبر مع الحفاظ على التوازن الجندري في المادة الإعلامية، و هنا نتأمل توفير المعلومات الكافية والأبحاث الدقيقة حول الدراسات المتعلقة بالمرأة من خلال توسيع مراكز البحث، وضرورة تحفيز الباحثين لدراسة قضايا المرأه باستعمال مفهوم الجندر وعلى أوسع نطاق، ومحاولة تعميق كيفية تقبل التأثير الإعلامي المكتوب، وحساسية وردود الأفعال من كلا الجنسين.
تكمن الحاجة في الإعلام إلى ضرورة دراسة الإعلام الأردني وتأثيره على المواطن وتفكيره وكيفية عرض قضاياهم وخصوصا القضايا التي تتعلق بالمرأه، ومن الضروري دراسة السياسة المتبعة في الإعلام بما يخصها ، وتوفير المعرفة والتوعية اللازمة لدى الصحفيين حول مفهوم النوع الاجتماعي، كما ندعو النساء إلى ضرورة امتهان التصوير التلفزيوني "كاميرا" لإبراز دور المرأه وتغيير الصورة النمطية في التفكير بما يخصها في الجانب الإعلامي ، فهنا يجب أن نعمل على تحسين صورة المرأة في وسائل الإعلام و إظهار الصورة الإيجابية للمرأة في إطار تشكيل العلاقة بين الجنسين.
ومن هنا نؤكد على دور الإعلام الذي يعمل على تشجيع وتسليط الضوء على القضايا التي يتم تجاهلها والتركيز على التمييز الحاصل بين الجنسين في قضايا كثيرة منها، دعم ظهور النساء في مواقع صنع القرار خصوصا في الجانب الإعلامي لتسليط الضوء أكثر على قضايا تهم المرأة، وتشجيع الصحافة النسائية وتمكينها بكل ما أمكن لتجد لها مكانًا بارزا في الساحة المحلية، ومن الأجدر أيضا مساعدة الصحافة النسائية للحصول على مصادر الخبر لتتمكن من إنتاج مادة لها إقبال كبير من المجتمع.
إن وصول المرأة إلى مركز القرار، يجب أن ينعكس ايجابا على المرأه من خلال إقتراح الحلول للمشاكل التي تعاني منها المرأة وخصوصا في ما يبث من مواد إعلامية، وضرورة رصد مايعكس الصورة السلبية ومحاولة علاجها ومن المهم أيضا تحسين صورة المرأة في وسائل الإعلام من خلال توجيه الدعوات إلى منظمات المجتمع المدني والهيئات والباحثين للمساعدة بضرورة التوعية الشامله في المجتمع .
فواجبنا الآن هو تصدير نموذج إعلامي أنثوي هادف يعكس صورة إيجابية لدور المرأه في المجتمع ويعزز وجودها ويحفظ كرامتها .