نيروز الإخبارية : نيروز_أرسل نقيب المهندسين السابق المعارض ليث شبيلات، رسالة إلى نقيب المهندسين الحالي ماجد الطباع يطالبه بإعادة ترشحه إلى موقع نقيب المهندسين.
وتاليا نص الرسالة:
الزميل ماجد الطباع
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الموضوع : إعادة الترشيح 28-1-2018
أما وقد شارفت دورة مجلس النقابة على الانتهاء رأيت مناسبا أن اخاطبك برسالة أبين فيها رأيي خدمة للنقابة وللمبدأ الذي التزمته كمنهاج لحياتي
بعد أن تركت مركز النقيب للمرة الرابعة قبل عشرين عاماً انتسب للنقابة عدد أكبر من عدد الذين كانوا أعضاء في عهدي. وهؤلاء بالطبع لا يعرفون كثيرا عني فوجب توضيح بعض الحقائق حتى يوزن ما أقول بميزان الانصاف لا بميزان الانحياز إلى خندقي الفكري.
فقد خضت انتخابات النقابة مرات خمس الأولى بقائمة بيضاء عام 1978 فشلت والثانية على رأس قائمة بيضاء عام 1982 تقاسمت المجلس مع الخضراء والثالثة عام 1988 كنقيب للجميع دعمته الخضراء والمستقلون في وجه البيضاء ففاز بنسبة 3 إلى 1 ، وتقاسمت القائمتان المجلس والرابعة كنقيب للخضراء في وجه البيضاء عام 1994 والخامسة كنقيب للجميع من السجن عام 1996. أي أن المرات التي دعمتني فيها الخضراء أكثر من المرات التي دعمتني فيها البيضاء. ومع تمسكي بمبدئي الفكري إلا أنني بفضل الله وحتى يومنا هذا ألقى قبولا مريحا من الأطراف المتنوعة. هذا حتى يعلم المهندسون الذين التحقوا بنقابتنا بعد انتهاء مهمتي نوعية الشخص الذ ينصح لنقابته اليوم.
أنا دائما أقدم الأفضل على الأقرب وهو ما لا تفعله القوائم حتى يومنا هذا للأسف. وأعترف بفضل النقابيين المميزين مهما كانت مواقفهم الفكرية. ففي الوقت الذي أعتقد فيه أن الزميل وائل السقا من النقباء المميزين وهو من البيضاء فإن الخضراء قدمت عددا كبيرا من النقباء المميزين ، فالزميل عوني المصري أطال الله في عمره نقيب لا يعلو على تميزه أحد والزملاء المرحومين إبراهيم أبو عياش ومحمد جردانة مهنيين نقابيين مميزين وقبلهم المرحوم جعفر الشامي ولا أنسى نائبي والنقيب من بعدي في 1990 المرحوم إسماعيل إبريوش الذي كانت حياته مضرب مثل في النزاهة وحزم القرار.
أصل إلى وضعنا اليوم. لقد تابع الجميع أداءك الهادئ الرزين وصبرك على بعض المعارضين الذين لم يلتزموا الموضوعية حتى إنهم في الأخير فضحوا أنفسهم بتمردهم على أعلى سلطة في النقابة : الهيئة العامة التي سيسعى الجميع للحصول على ثقة أعضائها اليوم . ولست أرى أي عقل فيمن يميل إلى من شكا هيئته العامة إلى الحكومة التي لا يسعدها أكثر من ذلك. إن كان هنالك أذى حدث في مسيرة الصندوق وقد كان إلا أن عرقلة المعالجة وتأخيرها من قبل بعض المعارضين كان أشد أذى ولا يدل أبدا إلا على الحرص على الذات لا على الموضوع. وقد ساءني أن ألمح عندك ترددا في إعادة ترشيحك وهو أمر ألح عليك في عدم التردد فيه خاصة وأنك مع عدد لا بأس فيه من أعضاء المجلس تميزتم بعدم رضوخكم للتدخلات والوساطات وحماية استقلالية قرار النقابة من المقربين قبل البعيدين .
أما فيما يخص البيضاء الذين يفترض أن يجمعني معهم أسس فكرية وان فرقتنا الممارسة عدة مرات فإنني أكرر ما قلته في رسالتي السابقة قبل أربعة أشهر:
"وكنت أحلم كإسلامي حلماً يجب أن لا يكون بعيداً أبداً عن الواقعية ( لأكتشف خلال السنوات الأربعين من نشاطي العام غير ذلك ) . كنت أحلم وأتوقع أن يكون النموذج الخلقي الذي نقدمه معشر الإسلاميين أرقى بكثير من نموذج غيرنا حتى يرى العموم الذين نستهدفهم بدعوتنا بضاعتنا الخلقية الرفيعة فينحازوا إلى خيار التدين أو إن لم يشاؤا ذلك فينحازون على الأقل إلى خيارنا كخدم ائتمنونا على دنياهم فينحازون إلينا من دون الناس وتلكم هي الدعوة التي فيها الأجر العظيم عند الله ولا أجر يذكر لنا في صحائفنا إن نحن مجرد فزنا بأغلبية عددية تحمل شعاراً أفرغناه من أرقى مضامينه : الامتياز الخلقي !.
لذلك واستناداً إلى الانصاف والخلق اللذين أدعو لهما (وأرجو أن أكون قد مارستهما بحيث وضع زملائي المهندسين الأكارم مصدر فخري ثقتهم بي أربع مرات) أبين لكم ولجميع من سيقرأ هذه الرسالة المفتوحة بأن هدفي من إعلان موقفي ليس دفاعا عن الكتلة البيضاء بل لا أكتم عدم رضاي عن إنجازاتهم في مهمتهم الأصلية (المهمة الدعوية) التي تكون الانجازات الخلقية القيادية النقابية وسيلة لتحقيقها وليست غاية مجردة منها. ويكفي أن أدلي بمبدأ قيادي واحد هو الفصل لمن يتولى الشأن العام وهو قول الصديق رضي الله عنه : (كنا نترك سبعين باباً من الحلال حتى لا نقع في باب من الحرام). إن اقتراب العاملين في قيادة النقابة وأصدقائهم من مواطن شبهات التنفيع وحتى لو كانوا بريئين منها عمل يجرح الثقة بهم ولا يليق بهم . وعندما كنت أول نقيب يقود بياضاً وقتها يصل إلى النقابة كان في برنامجنا التخلص من طفيليين يمتصون النقابة متسلقين على الخضراء علماً بأن القيادات الخضراء كانت في أفضل حال مهني لايشوبه أي أمر جارح ، إلا أن التحشيد القائمي سمح بتسلل طفيليين يتظللون القائمة ويتنفعون.
إنني في هذه الرسالة أدعو لأمرين الأول فيهما رجاء آني وهو موجه لك لإعادة ترشيح نفسك لمنصب النقيب ومعك من وقفتم سويا لتقويم مسيرة النقابة والثاني وهو الأعم موجه للتيار الذي نزعم أنه يجمعنا وهو طلب حازم سأبقى أرفع الصوت فيه عالياً كونه استراتيجي طويل الأمد به يرتفع شان دعوتنا وفي غيابه خيانة لها مفاده أن أصحاب المبدأ يرفعون أثقال المبدأ فوق رؤوسهم ولا يقبلون أن يكون المبدأ رافعة لأي شخص. فالشخص يرفعه صدق سلوكه في التزام المبدأ وعكس ذلك ليس إلا الأذى بعينه إذ يبعد من نطمح بدعوتهم عن دعوة قوم يقولون ما لا يفعلون. اللهم اشهد أني نصحت.
مع التحية والاحترام
المهندس ليث الشبيلات