اكد الكاتب والاعلامي محمد محسن عبيدات ان للاعلام الحديث المهني والمتخصص والمثقف العضوي الدور الكبير والهام في توجيه المجتمعات نحو البناء والتنمية الشاملة , ورفع المستوى المعرفي و العلمي والثقافي للمجتمعات بكل ما يستجد على الساحة المحلية والاقليمية والعالمية , والمحافظة على الثوابت الوطنية والدينية والاخلاقية وتعزيز القيم الايجابية والمواطنة الصالحة وحقوق الانسان وتحفيز الابداع والابتكار والتميز , والتصدي للظواهر السلبية والافات الاجتماعية والتظليل الاعلامي .
جاء ذلك خلال حديثه في الندوة الثقافية الحوارية بعنوان ( الاعلام الحديث المهني و المتخصص و المثقف العضوي) التي نظمتها رابطة الكتاب الاردنيين فرع اربد في مقر الرابطة وبحضور عدد كبير من المهتمين بالشأن الثقافي والاعلامي والمجتمع المحلي .
واضاف ان الاعلام الحديث في مختلف دول العالم اتبع نهج التخصصية في مهنة الاعلام والصحافة كباقي التخصصات العلمية مثل الطب والهندسىة والعلوم , حيث يتم تاهيل وتدريب العاملين لديهم في مجالات محددة للتغطية الصحفية والاعلامية , وكان ابرز هذه التخصصات هي: الاعلام السياسي والحربي والثقافي والاجتماعي والرياضي والاقتصادي والتربوي والديني والسياحي والصحي وغيرها من التخصصات التي تستجد مع تطورات المرحلة ومواكبة التكنولوجيا العالمية .
وبين ان المهنية في العمل الاعلامي هام جدا للفوز بثقة المواطنين وكسب التاييد , حيث ان الاعلام المهني والتخصصي يقدم المصلحة العامة على الخاصة ويفعل دوره الرقابي على اداء السلطات المختلفة والهيئات المستقلة والمؤسسات الخدماتية والاهلية وكل ما يتعلق بالحياة العامة , ويراعي الدقة والامانة والمصداقية والشفافية في نقل الاخبار والمعلومات ونسبتها الى مصادرها الموثوقة والحيادية وعدم الانحياز الى اي جهة ومهما كان السبب والبحث في العمق واختيار الاخبار الواقعية والموثوقة والابتعاد عن اسلوب التشهير والتلميع واستخدام النقد البناء بهدف التصحيح ومعالجة الظواهر السلبية .
وبين كذلك ان التخصصية في العمل الاعلامي لها كثير من المزايا واهمها تغطية الاخبار ونقل المعلومات باحترافية عالية , و التحليل الواقعي والمنطقي والنقد البناء والشمولية والبحث في العمق في تغطية الاخبار والقدرة على الحوار مع اصحاب الاختصاصات , وسهولة الوصول الى المعلومة و مواقع الخلل , والحد من الاخطاء الفادحة التي يتعرض لها الاعلاميون نتيجة ضعف المعرفة في العديد من الموضوعات .
واشار عبيدات الى دور المثقف العضوي تجاه المجتمعات وانه لا يقل اهمية عن دور الاعلام المهني في التفاعل مع الازمات والاحداث والقضايا الهامة التي يتعرض لها الوطن والمواطنين , ويقدم قراءة دقيقة لواقع المجتمع و يحلل ويوجه وينتقد ويضع الحلول والمقترحات وكل ما يخدم المصلحة الوطنية " المصلحة العامة " , المثقف العضوي هو " صوت الوطن والمواطن " لانه يتميز عن باقي افراد المجتمع بما يملك من ثقافة عالية في مختلف الموضوعات .
واستعرض عبيدات خلال الندوة مفهوم الاعلام ومقدمة عن نشأة الاعلام ما قبل وبعد التاريخ الميلادي وصولا الى الاعلام الجديد و التعريف بمسمياته و ادواته واشكاله وايجابياته وسلبياته والاعلام المهني والتخصصي والمواطن الصحفي والمثقف العضوي واهمية دوره في التوجيه والارشاد والتوعية والبناء والتنمية الشاملة للمجتمعات.
رئيس رابطة الكتاب الاردنيين فرع اربد الاستاذ عبدالمجيد جرادات اكد ان الرابطة تحرص كل الحرص على استمرارية عقد الانشطة والفعاليات الثقافية النوعية , وجذب اكبر قدر من المثقفين والمهتمين بالشأن الثقافي بهدف الدفع قدما بعجلة التنمية الثقافية في محافظ اربد والمناطق المجاورة .
واضاف ان للمؤسسات الثقافية والمثقفين الدور الكبير والهام في ظل ازدياد حجم التحديات والازمات التي تواجه المجتمعات المحلية من ان تمارس دورها الحقيقي الفكري والثقافي للتصدي لهذا لطوفان والوقوف على مواطن الخلل والضعف وتصحيح الاعوجاج وتوجيه المجتمعات والرأي العام , نحو الطريق الصحيح والامثل , ووضع الخيارات المناسبة للدفاع عن المصلحة العامة وحمايتها واستدامتها . و قدم جرادات شكره الجزيل لكافة المشاركين والحضور .
وفي ختام الندوة التي حضرها رئيس تجمع اربد للمتقاعدين العميد الركن المتقاعد محمد المناجره وعدد كبير من المثقفين، وقدم مفرداتها الزميل محمود الشبول والزميلة روند كفارنة جرى حوار ساخن وموسع حول مختلف المواضيع والقضايا وتمت الإجابة على كافة الملاحظات والاستفسارات..