عندما وقعت واقعة الأحد التي استشهد فيها النقيب الخضيرات والوكيل المشاقبة وجرح عدد من رفاقهما بالسلاح من منتسبي قواتنا المسلحة، قلنا أن هذه الواقعة لا يجوز أن تمر مرور الكرام، ولم تخيب قواتنا المسلحة الظن بها، فقد أعلنت على لسان رئيس هيئة أركانها المشتركة اللواء الركن الطيار يوسف الحنيطي عن تغير قواعد الاشتباك على حدودنا الشرقية والشمالية الشرقية لوضع حد لتصاعد وتيرة محاولات تهريب المخدرات إلى الأردن أو عبره، وهو خطر يهدد الكثير من دول المنطقة خاصة دول الجزيرة العربية والخليج العربي، التي صار لابد لها من دعم جهود الأردن والتنسيق معه لمراقبة هذا الخطر الذي يستهدفها ويهدد أمنها واستقرارها وخاصةً شبابها.
إعلان الأردن على لسان رئيس هيئة أركان قواته المسلحة عن تغير قواعد الاشتباك لم يكن إعلاناً لفظياً، بل تبعته إجراءات عملية من خلال تعزيز القوات المرابطة على حدودنا مع سوريا بقدرات نوعية ،وكفاءات عالية وقوات تدخل سريع مدعومة بطائرات سلاح الجو، وجميعها جاهزة لتنفيذ عمليات عسكرية نوعية ضد مصانع ومخازن المخدرات المنتشرة داخل الأراضي السورية، والمعروفة بدقة لقواتنا المسلحة وأجهزتنا الأمنية التي تعرف أيضاً القائمين على هذه المصانع ورعاتها معرفة اليقين .
الموقف الأردني من استهدافه بحرب المخدرات موقف حاسم، فلن يقبل الأردن والأردنيين ذهاب دماء شهدائه هدرا، ولن يقبلوا أن يظل شبابهم مستهدفون بالمخدرات، وهو موقف يلتحم حوله الشعب والقيادة التي لاتستطيع تجاهل ضغوط شعبها لحماية أمنه، وهو موقف تترجمه قواتنا المسلحة على أرض الواقع ،وعلى الأطراف ذات العلاقة أن تستوعب رسالة الأردن بتغير قواعد الاشتباك، قبل أن تتغير الكثير من المعادلات في المنطقة، إذا استمرت حرب المخدرات التي صار مطلوباً من الشركاء الدوليين في الملف السوري وفي مقدمتهم روسيا، التحرك لوقف تصنيع وتخزين المخدرات هناك، واستهداف دول المنطقة بهذه السموم قبل فوات الأوان،فقد صار على الجميع أن يشارك بمطاردة المجموعات الإجرامية التي تعمل على الأراضي السورية بتصنيع وتخزين المخدرات، متحالفة مع منظمات إرهابية تمول عملياتها من أموال هذه السموم، وهو أمر لم يعد السكوت عليه مقبولاً.
خلاصة القول في هذه القضية هو أن الأردن استنفذ كل جهوده الدبلوماسية والأمنية لوضع حد لاستهدافه بالمخدرات، ولم يعد أمامه إلا اللجوء إلى الخيار العسكري إن لم تستوعب الأطراف الأخرى الرسالة الأردنية الحاسمة، فقد اتخذ الأردن قراره بتغير قواعد الاشتباك حفاظاً على أمن واستقرار شعبه، وسلامة مواطنيه ،التي هي فوق كل اعتبار،وظل على الجميع استيعاب الرسالة الأردنية المجبولة بدماء الشهداء.