فيما يُروى من سواليف البادية: انه واحد من قبايل نجد ذبح ولد عم لُه و هجّ لثاني بلاد ودخل على واحد من الشيوخ (اسمه مقحم النجدي العنزي) اللي بدوره اكرمه وحماه وما قصّر معه ابد، وبعد فترة هذا الضيف لُه ولد هامل حطّ عينه على بنت للشيخ اسمها وضحى، وصار يضايقها، مرة يلحقها عالمراعي، ومرة يوقف لها عالطريق، والبنت خجلانه تسولف لأهلها، لكن يوم زاد الوضع عن حدّه راحت قالت لأبوها السالفة.. وابوها قالها يا بنتي لا تطلعي من البيت الا لضرورة بلكي هالولد كفّ عن فعايله لما ربنا يفرجها ويعودوا لبلادهم.. لكن الولد تمادى ويوم فقدها صار يقعد لها قبال البيت، وبيوم كانت البنت مع الغنم ولفاها الولد ومدّ ايده على ثوبها لكنها فلّت منه وجت تركض على ابوها ودخلت عليه تعلّمه وهي مفزوعة لكن يوم شافت عنده ناس قالت يا يبه في كلب مسعور عدا عالغنم لكنها فلتت منه، وابوها فهم السالفة وقام وجمع مجموعة من رجاله وسافروا لديرة الضيف يدوّر اصلاح ذات البين، وبعد جدال طويل دفع ديّة المقتول من حرّ ماله، والجماعة اصلحوا وعاد الضيف وولده وأهله لبلادهم. هالمرة يقوم هذا الشيخ ويكتب قصيدة طويلة، وانا اختار لكم منها هالأبيات، يقول:
جارٍ على جارٍ بَخَتري ونُوّار وجارٍ على جارٍ صُفاةٍ محيفة
الصبر مفتاح الفرج عند الاحرار ومن لا صبر تصبح احواله كسيفة
بعض الولد مثل النداوي اذا طار صيده سمين ولا يصيد الضعيفة
وبعض الولد مثل البليهي اذا ثار زودٍ على حمله حَمَل حِمل إليفه
وبعض الولد يقعد على تالي النار مع العرب يشبه ظروف الهديفه
واليا تبيعه ما سوى نص دينار صفرٍ على عودٍ تضبّه كتيفه
حنّا نتحمّل زلّة الجار لو جار ونحفظ غيابه بالعلوم اللطيفة
ولا نبدي الخافي ولو صار ما صار ونكرم قصير البيت لو بان حيفه
الجار لا بدٍّ مقفّي عن الجار وكلٍ على جاره يعدّ الوصيفة..