احتفى نقاد مختصون بالمنجز الروائي الأخير للروائية الأردنية هيا صالح "لون آخر للغروب"، في ندوة نظمتها جمعية النقاد الأردنيين، وعقدت مساء أمس الأحد في المكتبة الوطنية بعمان.
وقالت الدكتور دلال عنبتاوي في شهادتها، أن عنوان الرواية لافت، مضيفة: "يعد العنوان عبارة لسانية سيمولوجية، يأتي مباشرة بعد تلقي الغلاف، وهو يحمل وظيفة تعينية ومدلولية ووظيفة تأشيرية، تعمل على تلقي العمل الإبداعي والتلذذ به تقبلاً وتفاعلاً فيما بعد".
فيما أشار مدير الندوة الروائي مجدي دعيبس في كلمته إلى فرادة الروائية هيا صالح، وقال: "لا أعرف الصفة التي يمكن أن تحوي شخصية الروائية، ولكن أقول ببساطة إنها كاتبة مختلفة، عاشقة للموسيقى الكلاسيكية، زاهدة بالضجيج الإعلامي، تعمل بصمت وصبر، تبحث عن الاختلاف لغة وموضوعاً وبناء، تحرص على نصها فلا يخرج للناس إلا بعد تمحيص وتدقيق".
كما ألقى الروائي دعيبس، شهادة إبداعية حول الرواية للدكتورة سهى نعجة، التي اعتذرت بسبب إصابتها بفيروس كورونا، ومما دونته: "مهرت الروائيّة هيا صالح في روايتها "لون آخر للغروب" ذاتَها النفسية عبر حيوات ممتدّة، عايشتها بعقل رشيد نيّر متحرّر، يبتر الغرائز، ويقلّم الشوك الذي يخِزّ الذات الفاعلة والمنفعلة، والكامنة والناجزة في ضوء نظريّة التلقّي البلاغيّة الإبلاغية، فغامت وأمطرت نصًّا روائيًّا رئيًّا مركّبا معافى من الكسل، والوسن، ونهضت بنصّ ريّان أرق ألِق عطِر".
فيما قدمت الروائية هيا صالح نصاً إبداعياً عن تجربتها،موضحة أن الكاتب في لحظة الكتابة يكون رساماً، حيث يرسم المشهد بالكلمات، ومصوراً فوتوغرافياً يلتقط أدق التفاصيل ويجعل من الهامش مركزاً، وموسيقياً يصغي السمع لكل الأصوات من حوله، وباحثاً في كل المفاهيم المتعلقة بالإنسانية والجمال والإبداع".
ولفتت صالح إنها قصدت من اشتغالها على رواية "لون آخر للغروب"، أن تقدم ثالوث الإبداع المتكون من الكاتب، والمتلقي، والمتن، مؤكدة أنها لا تضع مخططات في ذهنها لحظة الكتابة، بل تترك لمخيلتها السعي على الورق، لتدوين ما تشعر به". بترا