خلق الله سبحانه وتعالى رواسي وجبالاً لمنع الأرض أن تميدَ بالناسِ، أوتاداً مغروسة في باطن الأرضِ، تحفظ التوازن، تجعلها ثابتة مستقرة لكي يستطيع البشر أن يعيشوا فوقها، كما أن الله تعالى خلق بشراً فيهم بذرة الخير والحكمة والعقل، يحفظون التوازن السياسي، والترابط الاجتماعي، لا يقطعون شعرة معاوية إذا ما عصفت بها رياح عابرة أو غيوم صيف زائلة.
فيصل الفايز يعترف بالتحديات التي اعترضت درب المسيرة، لكنه رجل دولة بحجمِ هموم الوطن، يدافع عن الصفحة المشرقة والإنجازات الواضحة، لذلك غالباً ما يتعرض إلى اللوم والنقد، وتحرش وسائل التواصل الاجتماعي، بسبب تلك المواقف الوطنية، ودفاعه عن المشروعِ السياسي الأردني، وقناعاته في ثوابت الدولة، ومحورية دوره ونشاطه الدائم، يمتاز بأنه مصهور بالكيمياء الأردنية الطاهرة النقية الخالية من الشوائب البعيدة عن العصبية.
في الأيام العصيبة لا يتوارى عن الأنظار، لا يختبئ عن الجمهور، ولا يلوذ بالصمت، ولا يقرأ بالتسكين، بل يلعب دوراً سياسياً مشرفاً نشطاً، قادراً على احتواء الصراع، بين المكونات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، يحارب الإشاعة الكاذبة والمعلومات الزائفة، يخلق الثقة في مؤسسات الدولة.
يعتبر رئيس مجلس الأعيان رأس الحربة للدفاع عن المصالحِ العليا للدولة، يتصدى دوماً لمن يتدثّر بالعباءة الوطنية من أجلِ الخرابِ، يواجهُ كلَّ من يقومُ بالهمزِ واللمزِ للتشكيكِ فيتنهج المسيرة، عُمق تاريخه فرض عليه ضريبة الاشتباك الدائم مع أصحاب المصالحِ الخاصة وهُواة الأجندة الخارجية، عاش نهراً دائم الجريان، تنمو على شواطئه عراقة البدوي المُتحضر الذي لا يخون الملح والعيش، كما تَنبُت على ضفافه أصالة القبيلة التي استيقظ في أعماقها تاريخ ليس من أخلاقه الغدر.