برعاية الأستاذ محمد داودية رئيس مجلس إدارة الدستور، تستضيف المكتبة الوطنية حفل إشهار وتوقيع كتاب «التكوين السياسي والتاريخي لمدينة القدس»، الفائز بجائزة أحسن كتاب عن القدس ضمن مهرجان زهرة المدائن للعام 2021، للباحث الدكتور رياض ياسين، ويشارك في الحفل: الدكتور أحمد سعيد نوفل، الأستاذ زياد ابحيص، الأستاذة مرام النابلسي، فيما يدير مفردات الحفل الأديب محمد المشايخ، وذلك الساعة الخامسة من مساء اليوم.
ويتناول المؤلف في الكتاب تشكُّلَ التاريخ السياسيّ لمدينة القدس عبر العصور المتلاحقة، منذ العصر الكنعانيّ وصولًا إلى عصرنا الحالي. ومؤلّف الكتاب هو أكاديميّ من الأردن، أشرف على ملف القدس في اليونسكو ووزارة التربية والتعليم الأردنية، وأصدر العديد من الكتب والدراسات.
يغوص مؤلف الكتاب في تاريخ القدس القديم، ولاسيما مع نهاية الألف الرابع قبل الميلاد، ليرسم ملامح حضور الشخصية الكنعانية لفلسطين والقدس. ثمّ يستعرض الأقوام والشعوب التي سكنت القدس، مبيّنًا أنّ العنصر العربيّ الكنعانيّ بقي عاملًا ثابتًا على مدار العصور التي شهدت فيها القدس تنوعًا في الغزاةِ والمحتلّين، في حين كان الحكم اليهوديّ للقدس طارئًا وقصيرًا لم يدم سوى نحو 70 عامًا.
ويستفيض المؤلف في استعراض اللوحة الحضاريّة المميزة التي ازدانت بها القدس في عهد الدولِ الإسلاميّةِ المتعاقبة، منذ الفتحِ الإسلاميّ لها حتى الاحتلال البريطانيّ عام 1917، ذاكرًا أبرز الأحداث التي شهدتها المدينة المقدّسة، واهتمام المسلمين بها. وسلّط المؤلف الضوء على سقوط القدس بيد الصليبيّين، وجهود تحريرها التي تُوِّجت بالفتح الصلاحيّ الأيوبيّ عام 583 هـ/1187 م.
ويتوقف المؤلف عند المرحلة التي وقعت فيها القدس تحت سيطرة بريطانيا بعد الحرب العالمية الأولى حتى تأسيس كيان الاحتلال في أيار 1948، ويبرِز دور بريطانيا في تسهيل استيلاء اليهود على أراضي القدس، ودعمها للعصابات الصهيونيّة.
ومن واقع خبرة عمليّة، واطلاع معرفيّ، يعرِّج المؤلف على الدور الأردنيّ في القدس في قراءة سياسية تحليلية، ولا سيّما بين عامي 1948 و1967، مركزًا على المسجد الأقصى، ومفهوم «الوضع القائم» الذي يعني حصرية الإدارة الإسلامية للأقصى، مبينًا سعي الاحتلال إلى نسفِ هذا المفهوم، وفرض سيطرته الكاملة على المسجد.
وقدّم المؤلف إحاطة تاريخية سياسية للقدس في القانون الدوليّ، مستعرضًا أبرز القرارات الصادرة عن المنظمات الدولية حول القدس، وحيثيات هذه القرارات. وختم المؤلف فصول الكتاب بالحديث عن القدس بين مشاريع التسوية والمواقف الدولية.