ارتبطت زراعة الشاى بتاريخ الشركات البريطانية التى حكمت الهند وسيطرت على الصين كما ظهرت محلات شرب الشاى فى لندن للنساء بمقابل محلات القهوة التى كانت مخصصة للرجال ولقد استطاع الشاى من خلال ارباح شركاته ان يشكل العامل الاساس
فى حسم معارك الحرب الاهلية فى الولايات المتحدة لصالح المد الانجلوسكسوني الى ان شكل الشاى حركة سياسية فى امريكا عرفت بحزب الشاى عام 2009 والتى كانت من بين قياداته سارة بالين ليعيد حزب الشاى للاذهان الانتصار الذى تحقق بدعم من الشاى عبر العرفية الاثنية .
الشاى فى لهجة امريكا الدارجة لا يعنى المشروب الساخن بالمفهوم التقليدي بقدر ما يعني تلك الجلسات التى تنعقد لكشف المستور واحاديث النميمة والنقد وتعظيم هوامش السياق على حساب جوهر الموضوع واخذت هذة الجلسات اليمينية تستقطب مريدين من الكونجرس كما من السنت وتشكل فى وزنها بيضة القبان المرجحة لكفة الميزان فى بعض القوانين وميزان التشريعات لكنها ابقت حزب الشاى حركة عنصرية لا تقبل بالاخر وتستند الى اعراف بات بلا حواض لا سيما والغالبية الاعم من الشعب الامريكي اخذ يتصالح مع ذاتة ويقوم بتقديم بتعظيم مفهوم المواطنة على كل المفاهيم الاخرى وهذا ما برز عنوان فى الانتخابات الامريكية السابقة التى كانت تدور ببواطنها بين الشوفينية العرقية والمواطنة وقيمها وبين راس المال وشركات العلامات الفارقة الذى كان بمواجهة الطبقة المتوسطة المهنية والاكاديمية والحرفية والفنية والثقافية ومؤسسات المجتمع المدني التى تؤمن بضرورة تقديم الولايات المتحدة لنموذجها فى قيادة العالم وهو ما برهن قدرتة على النجاح فى الانتخابات وواسع مقدرتة على استقطاب ما يمكن حواضنة الواسعة .
حزب الشاى الامريكي يشاطره الحال حزب الكنبة على المقياس المصرى وان اختلفوا فى المنطلقات الفكرية لكنهم يتفقون فى المنهجية النقدية التى لا ترسم صورة بقدر ما تعمل على تقيم حالة من زوايا سلبية ومن نظرات مغرفة فى الشوفينية فهم دائمي النقد للصورة وهم لا يستطيعون من تركيب جملة لا اسمية ولا حتى خبرية ويحرصون كما غيرهم فى استخلاص النتائج وتكوين محصلات لا تستند للعلمية ولا للموضوعية تماما كالذي يمارس السخرية لللوحة لا يعرف لماذا رسمت ولا مضمونها وماهية مغزاها
ومع ذلك يغرق البعض بالحديث عن السياق ويترك الجوهر لكونه يجهله ويتم تكوين الراى العام من على هذا الاساس السطحي .
خلاصة القول فان تجربة العمل الحزبي ان يراد تمكينها فمن الواجب تحديد المشكلة التى تعاني منها الاحزاب فى الجوهر والمضمون حتى يستقيم حال مؤسسات العمل المؤطرة للعمل الحزبي وعناوينه فان تشكيل الاحزاب على مقياس تشكيل الكتل النيابية سيعمل على انتاج ثقافة تكوين الصور دون مضمون وسيبقى الحال يراوح مكانه مع شراء مزيد من الوقت وستقوم السياسية على قاعدة الفك والتركيب التى كان من المفترض الانتهاء منها لصالح سياسية تراكم الانجاز التى يسعى لبلورتها جلالة الملك من اجل بناء حالة يمكن البناء عليها فى السنة الاولى للمئوية الثانية التى ندخل اليها بعناوين جديدة تقوم على نهج جديد فى الاصلاح والتحديث من اجل النهوض بالتعددية الديموقراطية النيابية حتى لا نكون أسرى لمضمون حزب الشاى او نعمل على مقياس حزب الكنبة .