فازت الباحثة الدكتورة سحر المشاقبة من كلية الهندسة قسم الهندسة الصناعية في الجامعة الهاشمية بمشروع الديزل الحيوي المستخلص من زيوت الطهي، بين أكثر من 200 مشروع على مستوى المملكة ضمن مظلة الاقتصاد الاخضر الدائري المعتمد على استغلال جميع الموارد وتحقيق الاستدامة (الاقتصادية -والبيئية).
ويعتبر هذا المشروع أحد افكار الاقتصاد الدائري، كما يعتبر أحد المشاريع التي تحافظ على البيئة بتقليل نسب التلوث والتي تمت على ثلاث مراحل من قبل (تي تي آي) وهي منظمة تهتم بالجانب الريادي والتكنولوجي.
ويهدف البرنامج الى دعم ستة مشاريع ريادية متعلقة بالاقتصاد الدائري، من خلال تقديم خدمات تقنية واستشارية ومنح مالية للبدء بالمشروع أو استكمال فكرة مشروع، حيث يستمر تقديم الخدمات الاستشارية والتقنية لمدة ثلاثة أشهر.
المشاقبة لوكالة الأنباء الأردنية (بترا)، إن الأردن يعتبر أحد أكثر دول العالم المستوردة لمصادر الطاقة، حيث يهدف هذا المشروع إلى تجميع الزيوت المستهلكة من المنازل والفنادق والمطاعم وكافتيريات الجامعات، بحيث يتم تحويل هذه الزيوت بعد تجميعها بناء على إجراء محدد ثم معالجتها لإنتاج مادتي الديزل الحيوي والجليسرين، وتحويلها إلى ديزل حيوي قابل للاستخدام في محركات السيارات بدون الحاجة الى أي تغيير في المحرك.
واشارت الى انه يتم خلط ما نسبته 20 بالمئة من الديزل العادي مع 80 بالمئة من الديزل الحيوي.
واضافت ان هذا الديزل الحيوي يعمل على تقليل نسبة التلوث لعدم احتوائه على نسب ملوثات تضر بالبيئة أو بمحرك المركبة مثل الديزل العادي وتقليل استهلال الديزل العادي، بالإضافة إلى حماية البيئة لعدم التخلص من مخلفات الزيوت المستخدمة في المصارف، حيث تم تصفية الـ 200 مشروع الى 30 مشروعا ثم اختيار ستة مشاريع فائزة بالمسابقة التي من ضمنها مشروعها المقدم.
واوضحت الباحثة، ان مشروعها لا يقتصر على استخلاص الديزل الحيوي فقط بل يمكن استخلاص مادة الجليسرين التي تدخل في صناعة المواد التجميلية والطبية مثل دواء السعال، حيث من الممكن تصديرها الى الخارج، لافتة الى ان أفضل الزيوت لاستخلاص الديزل الحيوي ومادة الجليسرين هو زيت شجرة "الجوجوبا" التي لا تحتاج في زراعتها الى كمية ماء كبيرة، ثم يلي ذلك زيت النخيل وزيت الذرة.
وأكدت أنه تم رصد مبلغ عشرة آلاف دينار لكل مشروع من المشاريع الفائزة بالمسابقة، مبينة ان التكلفة المبدئية للمشروع تقارب الـ 65 ألف دينار، بينما استكمال المشروع والوصول الى النتائج المرجوة منه يحتاج الى نحو 100 ألف دينار، وذلك من خلال انشاء مصنع ينتج الديزل الحيوي ومادة الجليسرين.
وذكرت ان الهدف من فكرة المشروع، هو تسليط الضوء على مجموعة من المشاريع التي تحفز النمو الاقتصادي وتحافظ على البيئة، وان اختيار أحد مشاريع الاقتصاد الدائري الأخضر هو الوسيلة لتحقيق هذا الهدف.
وقالت إن هذه المشاريع بحاجة الى التشاركية والتكامل ما بين القطاعين الحكومي والخاص لتنفيذ الكثير من الأفكار والمشاريع الريادية التي تعود بمردود اقتصادي ممتاز للمملكة وتسهم في التنمية الاقتصادية وتقليل نسب البطالة.
وبينت ضرورة وجود دائرة أو جهة حكومية تكون مسؤولة عن متابعة المشاريع، خاصة تلك التي تنفذ بتمويل خارجي، مؤكدة أهمية استغلال قمة المناخ التي عقدت في "غلاسكو" اخيرا، وخرجت بتوصيات مهمة بهدف تقليل نسبة الملوثات الحيوية، حيث أن مثل هذه المشاريع تعتبر الذراع الأول للحصول على تمويل خارجي بغية تنفيذها على أرض الواقع.
ودعت المشاقبة، الى أهمية استثمار الأفكار والمشاريع الريادية للنمو باقتصاد وبيئة الوطن بالاستناد على ما ذكره وزير الاستثمار في معرض اكسبو /دبي، وضرورة نقل فكرة البيئة المستدامة، لافتة الى ضرورة التركيز على دور الجامعات، لا سيما الجامعة الهاشمية، لتطوير الجانب الريادي وسعيها رغم كل الظروف وتطوير الجانب الريادي، حيث تم إنشاء مركز الريادة والابتكار بهدف العمل على تنشئة بيئة عمل ريادية.
من جانبه، قال عميد كلية الهندسة في الجامعة الهاشمية الدكتور عوني اطرادات، إن كلية الهندسة تسعى دائماً إلى التميز وتحقيق الانجازات العالمية، فقد حققت كلية الهندسة الفوز بالعديد من المسابقات العلمية وتحقيق المراكز الأولى، مؤكدا أن الفوز بهذه المسابقة هو فخر وانجاز حقيقي يضاف الى باقي الانجازات التي حققتها الكلية.
يذكر ان (تي تي آي) هي منظمة غير ربحية تأسست عام 2010 وتهتم بالجانب الريادي والتكنولوجي، بهدف دعم الأفكار والمشاريع الريادية، اذ أن شركاءها في الأردن هي (جامعة العلوم والتكنولوجيا ومركز الريادة والابتكار).