مع تقدم الحياة وتطوّرها تغيَّرَت الكثير من المفاهيم، وبلوّرت لنفسها معانٍ أخرى جديدة مختلفة عن المفاهيم والمعاني التي تعودنا أو نشأنا عليها. ومن تلك المعاني أو المفاهيم مصطلح " أمّية". فتعريف مصطلح أمّية كما نشأنا عليه كان يعني بكل وضوح الجهل بموضوع القراءة والكتابة، وتعودنا أن نسمع بأنَّ نسبة الأمية في العالم العربي كبيرة جداً، ولكن في بلداننا الشرق أوسطية تم القضاء على الأمية بنسبة كبيرة جداً بسبب توّسع شبكة التعليم الإلزامي وكذلك برامج محو الأمية التي تنّبهت لها دولنا وتبّنتها مشكورة، ومن أفضل البرامج التلفزيونية الدرامية الأردنية التي تعكس ذلك هو مسلسل " العلم نور".
ومع تطور أنظمة الحواسيب ( الكمبيوتر) أصبح الشخص الذي لا يقدر على التعامل من أبسط برامجه يعتبر أمّياً، ويحتاج إلى دورات تدريبية لمحوِ هذه الأمّية في عصر التكنلوجيا وعصر الكمبيوتر الذي دخل إلى معظم بيوتنا وأصحبنا نحن دُخلاء في مثل هذا العصر ولسنا أصلاء natives كأولادنا الذي ولدوا في عصر التكنلوجيا والكمبيوتر، ويساعدوننا في تجسير الفجوة الكبيرة التي وجدنا أنفسنا في خضّمها.
وأما عن المصطلح الجديد الذي سمعتُهُ اليوم على إذاعة مونتي كارلوا الدولية فهو مصطلح "أمّية المهارات الديناميكية"، بمعنى أنَّ كثيرين من الدارسين في ميادين وتخصصات مختلفة تنقصهم اليوم مهارات جديدة ومستحدثه للتعامل مع تخصصاتهم، حيث تطوّرت مهارات جديدة مع تطور العصر الحديث وثورة التكنلوجيا الرقمية ووسائل التواصل الحديثة والبرامج الإلكترونية، فلم يعد ينفع البقاء على القديم من غير تنمية مهارات ديناميكية جديدة وحديثة لدينا في مجالات التعليم مثلا، والطب والهندسة والتسويق وغيره.
وإذ كْبُرُ بكثير من المدارس والمؤسسات التربوية والتعليمية في تدريب كفاءاتها التعليمية على مهارات جديدة يتطلبها عصرنا الحاضر في التعامل مع أبنائنا من الجيل الجديد والذي يعتبرون جسرنا للعبور إلى المستقبل.
لذلك كم نحتاج أن نقف اليوم أمام هذه " الأمّية" من نوع آخر لنعمل على محيّها كي لا نبقى متخلّفين عن ركب التطور والتقدم الحضاري العالمي، فلم يعد يكفي التخّرج من المعاهد والجامعات والإكتفاء بما نهلناه، بل علينا أن نواكب كلَّ تطور وكلَّ تقدّم لنستفيدَ من المهارات الديناميكية الجديدة والمستحدثه، لتساعدنا على مواكبة ركب التطور العالمي السريع من حولنا، وإلا سنبقى نعيش في واد والعالم في واد آخر،.
لذلك فنحن مدعوين اليوم لنثقّف أنفسنا وأبناءنا على مواكبة المهارات الديناميكية الجديدة ومتابعة كل جديد لنعّلي من إمكانياتنا والقدرة على إمتلاك مهارات ديناميكية جديدة تسهم في تقدم مجتمعاتنا وبلداننا العربية..