موسم إنتخابات مجلس أمانة عمان الكبرى ومجلس محافظة العاصمة ( اللامركزية)
القس سامر عازر
وجودنا في الحياة ليس عبثاً أو بمحضِ الصدفة بل بقصدٍ وغاية، ولا يجب أن تمُّرَ حياتُنا من غير أن يترك كلٌّ منَّا بصمتَه الخاصة التي تسهم في بناء لبُنَةٍ مهما كانت صغيرة في بناء هذا العالم الكبير الممتد الأطرف والذي يبدأ من مكان كل واحد منا. فالبناء يبدأ من نقطة واحدة ويمتد، وهكذا يُبنى عالمُنا. وعندما تلتقي جميع النقاط معاً يتشّكل البناء المتكامل معاً.
لذلك فوجودنا برأي الفيلسوف ديكارت ينطلق من خاصية التفكير، وهو أهم نعمة وهبها الله للجنس البشري، وبها نقدر أن نكتشف أسرار هذا الكون الفسيح ونفك معادلاته ونفهم آليه عمل ونطور كلِّ الأمور التي تخدم عالمنا وتخدم بشريتنا.
ومن هنا تنبع فكرة ضرورة الإنتخاب والمشاركة في العملية الإنتخابية ليس لمجرد دعوة الحكومة إليها بل لأنها أيضاً ضرورة من ضرورات الوجود بأنْ يكونَ للإنسانِ رأيٌ حرٌ ومشاركةٌ فعالةٌ وحريةُ إختيارٍ في إفراز أشخاصٍ أكفَاءٍ على الساحة المحلية، تمتلئ نفوسهم بالحماس والطاقة للعمل ومتسلحين بنور المعرفة والعلم الذي يفيد وينفع المجتمع المحّلي.
نحن أمام استحقاق مجتمعي هام كجزء من العملية الديموقراطية يومَ الثلاثاء القادم 22/3/2022 والذي يتزامن مع احتفالاتنا بمعركة كرامة أمّتنا الخالدة وعيد الأم وموسم بداية الربيع وتفتح الأزهار واكتساء الأرض بحلتها الخضراء، رمزَ الحياة والحب والأمل. هذا الإستحقاقُ هو انتخابات مجلس أمانة عمان الكبرى ومجلس محافظة العاصمة ( اللامركزية)، وهذا الإستحقاق هو جزء من العملية الديموقراطية التي علينا أن نرسّخها بالإدلاء بصوتنا لمن نرى فيهم الكفاءة والقدرة على خدمة الصالح العام، بعيداً عن الفزعات التي تعوّدنا عليها للأقارب والمعارف وابناء العائلة والعشيرة، فلا ضير أن ننتخبهم بشرط أن يكونوا هم الأكفئ وأصحاب الخبرة ومن يقدرون أن يضيفوا بصمة إنجاز جديدة أفضل من غيرهم. بخلاف ذلك فنحن ننتقص من حقنا الأساسي في الوجود وهو التفكير بإنتخاب الأصلح والأقدر والأجدر أياً كان، والقادر أن يحدث تغييراً نوعياً في حياتنا، لا طمعاً في منصب أو جاه بل حباً وعطاءً لمجتمعنا الذي نُحبّهُ وننتمي إليه بكل جوارحنا، ويحتاج إلى عقولٍ مبدعةٍ مفكرةٍ مبتكرةٍ وقادرةٍ على معالجة مشاكل مجتمعاتنا المحلّية وخدمة الصالح العام، وإيجاد الحلول الناجعة القابلة للتطبيق. فإهتمامنا بمحيطنا الخارجي لا يقل قدراً عن اهتمامنا بدواخل بيوتنا.
وهنا تبدأ المسؤولية وهنا تبدأ الأمانة بالإدلاء بأصواتنا والقيام بواجبنا الديني والوطني بحرية تامة للشخص الأكثر كفاءةً وقدرة، ذكراً كان أم أنثى، والذي نقتنع بمؤهلاته العلمية وبقدراته على تحمل المسؤولية، بعيداً عن كلِّ الإعتبارات الجهوية أو الفئوية أو العشائرية أو العائلية.
فجودنا يُملي علينا أن ننتخب من يحمل مشروعاً وبرنامجاً وخطةً واضحة وليس مجرد التلويح بشعارات تدغدغ فقط المشاعر وتتطاير مع نسمات الريح.