انتخبنا في اجواء آمنه، وكالعادة وكما كان متوقعا مرت عملية انتخاب البلديات ومجلس المحافظات بالحد الادنى من حالات الاخلال بالامن، لم تشكل في الغالب مخالفات جوهرية تعيق الاقتراع او تؤثر في النتائج النهائية، ولم تحدث ضرر في اصول البنية الامنية وكيان الانتخابات بفعل متانة الاجراءات، والانتشار المكثف الذي شهدناه، وصرامة التصدي لمحاولات اثارة الفوضى والشغب التي سيطرت تفاصيلها على وسائل الاعلام ومنصات التواصل الاجتماعي وبثت تفاصيلها مباشرة.
وحسب البيانات الرسمية الصادرة القي القبض على اغلب المتورطين، وتجري الآن عملية الملاحقة والتحري لضبط البقية لاتخاذ الاجراءات القانونية بحقهم وفق الخطط المرسومة.
في كل الانتخابات نقطة جدل دائمة وشديدة الاثارة تعودنا على سماعها، فنسمع شيء ونرى شيئا آخر مختلف، وثمة خروقات روتينية تلتصق بالمجتمع الاردني بكل اسف، تأتي في سياق العنف المجتمعي الملازم للمناسبات لسبب تافه او بدون سبب واضح، كما في عنف الجامعات او حتى مخالفة اوامر الدفاع الخاصة بمكافحة وباء كورونا، ناهيك عن التنافس الانتخابي المتوتر الذي ينقلب فجأة الى صراع نتيجة لموقف عابر او مفتعل ممن بيتوا النية، واتخذوا اوضاع عدوانية هجومية مسبقة لتخريب النتائج، واحداث كارثة انتخابية او جنائية بلا ندم.
من سابع المستحيلات تنفيذ عملية انتخاب شمولية وبهذا الحجم الهائل بلا اشتباك و تجاوزات، او تسجيل مستوى سالب من المخالفات كما يعتقد او يطالب البعض مهما كانت الاحتياطات الوقائية، بيد ان اهم النتائج الامنية تمثلت بالسيطرة على ظاهرة اطلاق النار الاحتفالية، فانخفضت واضمحلت الى مستويات متدنية لا تكاد تذكر مقارنه بما كان يجرى في الانتخابات السابقة، وسيخضع الجناة لسلسلة من العقوبات القضائية والادارية المشدده كما توعدت الحكومة في بياناتها التحذيرية المتلاحقة بعدم تعكير صفو الامن قبل واثناء الانتخابات وبعد صدور النتائج، لكن نجحت الانتخابات ومرت بمسارها الاعتيادي بلا عوائق او منغصات امنية تذكر.