حلَّت، أمس، ذكرى مرور 1082 عاماً على تأسيس الجامع الأزهر الشريف التي توافق السابع من شهر رمضان من كل عام.
وبهذه المناسبة العظيمة في هذا الشهر الكريم، عبَّر الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، عن اعتزازه وفخره بتلك المؤسسة الدينية التي حملت لواء الإسلام ومثلت الوسطية بأسمى معانيها.
وأوضح الطيب، أمس، عبر حسابه الرسمي في "تويتر"، أن السابع من رمضان 361هـ سيظل ذكرى عطرة ليوم تاريخي محفور في عقول وأذهان المسلمين وأهل العلم في كل زمان ومكان؛ ذلك أنه شَهِدَ ميلاد مؤسسة من أعظم المؤسسات الدينية والتعليمية، وهي الأزهر الشريف.
وأكد أن الأزهر سيظل، بإذن الله، إلى يوم الدين، منارةً سامقةً لنشر الوسطية والاعتدال وعلوم الإسلام.
ويحفل تاريخ الأزهر الشريف بأحداث جليلة جعلته صرحاً شامخاً وأيقونة من أيقونات القاهرة، ليتحول مع مرور الوقت إلى منارة الإسلام وقبلة للعلم التي يقصدها المريدون من طلب العلم، وأقدم جامعة عالمية، وحاملاً لراية الدين والوطنية والحضارة الإسلامية ومنبراً للدعوة.
ولم يكن جامع الأزهر مجرد قبلة للعلم ومنارة للحضارة الإسلامية أو مسجد أثري عريق، بل غدا أحد أهم الأماكن التي يرتبط بها المصريون في علاقة روحانية يشهد عليها شارع الأزهر في المناسبات الدينية، لا سيما شهر رمضان الكريم.
بدأ جوهر الصقلي بناء جامع الأزهر عام 359 هـ، وتم افتتاحه للصلاة عام 361هـ، وسمي بجامع الأزهر نسبة إلى السيدة فاطمة الزهراء، ابنة الرسول صلى الله عليه وسلم وزوجة علي بن أبي طالب رضي الله عنه.
وبحلول عصر المماليك، شهد جامع الأزهر تحولاً كبيراً واستأثر بالزعامة الدينية والعلمية، وحافظ على مكانته ونشاطه العلمي.
وبعد سقوط بغداد في الشرق وتصدع الحكم الإسلامي في الأندلس وشمال أفريقيا، أصبحت آمال المسلمين متعلقة في رقبة الأزهر، لذا تولى الأزهر مهمته العلمية والدينية حتى أصبح جامعة إسلامية كبرى يقصدها طلاب العلم وعلماء الدين الإسلامي من كل مكان، حتى إنه أصبح المركز الرئيس للدراسات السنية، ليس في مصر فقط، ولكن في العالم الإسلامي كله.
أما في ظل الحكم العثماني، وعلى مدى ثلاثة قرون، استطاع جامع الأزهر الاحتفاظ بقوته، وكان يؤدي رسالته بقوة في الاتجاهين الديني والعلمي باللغة العربية.
وزادت قوته وتعمقت في مصر حتى استطاع أن يحمي الهوية والطابع، كما احتفظ بكونه قبلة تستقبل طلاب العلم من شتى بقاع العالم، واستمر في قوته خلال هذه العصر.
ويُعدُّ الأزهر أقدم جامعة متكاملة الأركان في العالم، إذ لم تكن العملية التعليمية تسير عبثاً، بل وفقاً لمنهج محدد كان يضم هيئة تدريس متكاملة وكتباً دراسية في مختلف التخصصات ومكتبة عامة وسكناً جامعياً مجانياً للطلاب الوافدين من مختلف دول العالم، إضافة إلى أنه كان يتضمن يوماً دراسياً يبدأ بعد صلاة الفجر وينتهي بعد صلاة العشاء.
وانقسمت مراحل التعليم في الأزهر إلى المرحلة الأولى التي تتضمن تدريس الكتب ذات المحتوى السلس على يد مجموعة من الأساتذة الصغار، والمرحلة الثانية التي تتناول تدريس الكتب متوسطة السهولة يشرحها للطلبة مجموعة من الأساتذة الأكثر كفاءة، والمرحلة الثالثة التي يبدأ خلالها تدريس المناهج الصعبة التي يتولى شرحها نخبة من الأساتذة.
وفي العصر الحديث، أثبت الأزهر الشريف بعلمائه الأجلاء جدارته بالريادة والمكانة العالية التي ظلت في قلوب كل المسلمين الذين يعترفون له ولشيوخه بالفضل والتوقير.