...نحن لا نقرأ ما يسمى بهندسة السياسة .. السياسة لها ميزان ولها زوايا حادة وأخرى منفرجة ...
أردوغان جاء إلى الأردن ، مصطحبا معه فريقه الإقتصادي ،كان يعتقد أن الأردن ..ربما سيكون الساحة الجديدة لنفوذ تركي في المنطقة ، بعد أن ضاقت به الساحات ..فقد خسر روسيا ، وخسر أوروبا .. ومحاولته العودة للحضن الأمريكي عبر ترطيب العلاقة مع إسرائيل ربما فشلت هي الأخرى .. لم يبق له في المنطقة من حلفاء غير قطر ..
نحن في الأردن ربما ندرك أن المغزى من الزيارة ، هي انتاح تحالفات وساحات نفوذ.. في ذات الوقت ندرك أن العلاقة مع الخليج وإن كانت قلقة ولكنها استراتيجية ، والإنقلاب عليها يعتبر ضربا من الجنون ...
ثمة بعض الجوانب الأمنية أيضا في الزيارة ..فأردوغان يحتضن إخوان مصر ونسبة كبيرة من المعارضين الأردنيين .. وهناك فكرة لإنتاج محطة تلفزيونية أردنية معارضة تبث القلق لنا من تركيا ... كيف ننتج إذا مع تركيا مشهدا إقتصاديا ..دون تسوية للملف الأمني .. على الأقل تسليم المطلوبين ....
وقد قلنا في أكثر من مرة ، أن أمن مصر من أمن الأردن... إذا هل يعقل بعد كل هذا التواطؤ على مصر .. أن ننتج مع الأتراك تحالفا إقتصاديا أو سياسيا .. سموه ما شئتم ..ولكن مصر لها حصة في الوجدان .. وهي الضرورة القومية ..التي لا تحرر منها
في النهاية ، لم نقرأ ردة الفعل التركية لإلغاء الزيارة .. وللأسف قرأنا القلق الإخواني ..الذي كان منفرج الأسارير وأصيب بلطمة قوية .. بعد الإلغاء أو الإعتذار ...وعلى الإخوان في الأردن الآن أن يقرأوا المشهد جيدا ، ويعيدوا إنتاج أنفسهم محليا ...بمعزل عن التنظيم الدولي ..
ملخص المشهو هو ، الإعتذار عن الزيارة ، كان يتضمن رسالة واحدة : ( نحن لسنا حالة تآمر على محيطنا العربي ولن نكون ... ونحن أيضا لسنا ساحة لمن ضاقت بهم الساحات ) ..