ازداد انتشار السٌّمنة بمعدلات مختلفة في جميع دول منطقة الشرق الأوسط، إلا أن أعلى نسبة زيادة 10% كانت في الجزائر والأردن، حيث ارتفعت من 27 إلى 35.5%.
والتخلص من السمنة يحمل معاناة لأصحابها بشكل كبير، لأنها حالة معقدة تزيد فيها كمية دهون الجسم زيادة مفرطة، والسُمنة ليست مجرد مصدر قلق بشأن المظهر الجمالي بل إنها مشكلة طبية تزيد من عوامل خطر الإصابة بأمراض ومشكلات صحية أخرى مثل مرض الدم وأنواع معينة من السرطان.
ويؤكد الأطباء أن مؤشر كتلة الجسم وسيلة لتشخيص السمنة، ولحساب ذلك يُضرب الوزن بالرطل في 703، ويُقسم على الطول بالبوصة، ثم يُقسم الناتج مرة أخرى على الطول بالبوصة، أو يُقسم الوزن بالكيلوغرام على الطول بالمتر مضروبًا في نفسه.
ويصنف أخصائيون مؤشر كتلة الجسم، حيث إن معدل كتلة الجسم التي تساوي 18.5 تصنف نحافة، أما -24.9 فتصنف حالة الجسم طبيعي، ومن 25.0- إلى 29.9 زيادة في الوزن، أما 30.0 أو أكثر فهي سمنة. وهناك طرق كثيرة لمحاولة التخلص من السمنة عن طريق التخلي عن بعض الأطعمة اللذيذة ذات السعرات الحرارية المرتفعة، وأيضا ممارسة الرياضة بشكل يومي أو أسبوعي، وهذه ربما من أبرز الطرق التي يعتمد عليها البعض من أجل التخلص من الوزن الزائد، والتمتع بقوام رشيق. وفي بعض الأحيان يلجأ العديد إلى حميات أخرى خطيرة مثل تناول أعشاب، وأدوية للتخسيس مجهولة المصدر، وهذا بشكل خطرًا على الصحة بشكل عام.
والسؤال: هل يمكن استغلال شهر رمضان المبارك لمعالجة السمنة أو البدء بمعالجتها أم أن الصوم لا يخفف الوزن؟
سؤال توجهنا به إلى أخصائي الجراحة العامة المتخصص في جراحة السمنة والتخسيس د. فادي النمر الذي أكد أن كافة الدراسات العلمية تشير إلى أن تناول الطعام إلى 6 ساعات فقط وصيام ما تبقى من ساعات اليوم يمكن أن يوقف الشهية، ويؤدي إلى إنقاص الوزن، بحسب العديد من الدراسات العلمية.
وقال إن تناول الوجبات في أوقات محددة يعمل على تقليل كميات الطعام التي يمكن أن يتناولها الشخص في الوجبة، وربما يعود ذلك إلى تناول الطعام بما يتلاءم مع ساعة الجسم الطبيعية، مبينا أن الصيام والانقطاع عن الطعام لفترة محددة فرصة ذهبية لانقاص الوزن اذا تم استغلال ذلك بشكل جيد.
وأوضح د. النمر أن الدراسات جاءت بعد تجارب سريرية واضحة على مدى 4 أيام وقسم الأشخاص إلى قسمين القسم الأول كان لدى المشاركين 6 ساعات فقط لتناول الطعام، وذلك بين الساعة الثامنة صباحاً والثانية ظهرا أما القسم الثاني من المشاركين فانقطعوا عن الأكل لمدة 12 ساعة خلال الفترة الممتدة بين الثامنة صباحاً إلى الثامنة مساء.
وأشار الطبيب أنه بعد 4 أيام قام العلماء بقياس التمثيل الغذائي للمشاركين (قياس عدد السعرات الحرارية، الكربوهيدرات، الدهون، والبروتينات التي تم حرقها)، وأضاف أن تناول الطعام على مدى 6 ساعات ساعدت المشاركين في حرق الدهون.
وبين النمر أنه سابقا لم يكن هناك توضيح ما إذا كان توقيت الوجبات يساعد الناس على إنقاص الوزن من خلال حرق السعرات الحرارية أو كبح الشهية»، لكن بحسب الطبيب بات واضحا ذلك بشكل كبير ونتائجه جيدة على مستوى السمنة غير المزمنة.
أخصائية الجراحة العامة والمنظار د.إيلين خوري قالت: «يلعب تنسيق وجبات الطعام مع الساعة البيولوجية إستراتيجية قوية للحد من الشهية وتحسين الأيض»، بحسب ما أشارت له الدراسات. والأشخاص المصابون بالسمنة هم أكثر عرضة للإصابة بعدد من المشكلات الصحية الخطيرة، والتي تتضمّن:
مرض القلب والسكتات الدماغية، حيث تجعلكَ السمنة أكثر عرضة للإصابة بارتفاع ضغط الدم، ومستويات الكوليسترول غير الطبيعية، والتي تُعَدُّ عوامل خطورة لأمراض القلب.
ويمكن أن تؤثر السمنة في طريقة توظيف الجسم للأنسولين من أجل التحكم في مستويات السكر في الدم. ويُمكن كذلك أن تزيد من خطر الإصابة بسرطان الرحم، وعنق الرحم، وبطانة الرحم، والمبيض، والثديين والقُولون، والشرج، والمريء، والكبد، والمرارة، والبنكرياس والكُلى والبروستاتا.
وتزيد السمنة من مشكلات الهضم، واحتمالية الإصابة بحرقة المعدة واعتلال المرارة، ومشكلات الكبد.
كما أن الأشخاص المصابين بالسمنة يكونون أكثر عرضة للإصابة بانقطاع النفس النومي، وهو اضطراب خطير ومحتَمَل يتوقَّف خلاله التنفُّس بشكل متكرِّر ويبدأ أثناء النوم.
وتَزيد السمنة من الضغط الواقع على المفاصل الحاملة للوزن، بالإضافة إلى زيادة الالتهابات داخل الجسم، وقد تُؤدّي هذه العوامل إلى حدوث مضاعفات مثل الالتهاب المفصلي العظمي.