في داخلنا عالم آخر، في داخلنا أشياء مكسورة وأخرى مهزومة ـ تحمل في أروحنا الأمل والوجع خيبات أمل فشل وجروح هناك أماكن مكسورة في أرواحنا ، مخدوشة المشاعر ، عميقة الالآم في داخلنا عدد من المتناقضات _ الحزن والفرح ، الألم والأمل ،الحب والكره، الخير والشر، القوة والضعف ـ هو أنا وأنت ، هو الانسان الذي يبحث دائما عن مصدر ارتواء.
نفوسنا كبيوتنا وكسياراتنا تصدأ وتتآكل وتُستهلك مالم تمتد اليها يد الترميم والتعديل بين الفينة والأخرى.
حياتنا مليئة بالأشواك والمعاناة والإرهاصات، كما هي مليئة بالحب والعمل والفرح والموسيقى.
ربما يحاول الأنسان السمو بالخطيئة والاكتمال بالنقائص، وجميع الخبرات غير السارة والاخفاقات التي يعيشها الانسان تتعب النفس وترهقها وتجعلها تطلب الراحة والانعاش كي يدوم عطاءها وتدوم معها الحياة باتزان وفاعلية ، إذ إن الحياة لا تعني أن الفرد موجود أو أنه يتنفس فحسب
فميلاد الشعور بالإحباط واليأس هو اعلان الانكسار والهزيمة، وبداية انطلاق الليلة المظلمة للنفس، إن ترميم النفس المهدومة ، نعتبر مهارة وتحتاج إلى تدريب وتمرين عقلي لكنس الأفكار الهدامة، وامتلاء النفس بالعمل ومد الروح بالطاقة الإيجابية. واجه نفسك وذاتك وتصارح معها.. انزع الأفكار السلبية. تصارح مع الأحزان والآلام، عليك العيش بالحاضر لا بالماضي ولا بالمستقبل، اطلق العنان لروحك ولنفسك لا تلتفت للوراء، انفض عنك كل شيء تجرد من أعباءك، اصنع لنفسك أجواء الفرح ، راقص الموسيقى والناي ، ولترمي في النار رفات أحرقتك بوجعها ، وتناسى ما يدوي في ذاكرتك التي تعاني من وجع الصدأ ، أمشي ، اركض ، ابكي ، سافر ، ارسم ، صلي ، اركع .....المهم أن تعيد لنفسك ولروحك الأمل والفرح وابتعد عن الأشياء التي أفقدت روحك بريقها وجمالها.
لقد خلق الله الانسان لحكمة ، ولم يخلقه عبثاً ولا لعباً ، هو لم يمت هو كان حلقة اتصال لعالم آخر ليترك أثرا لغيرة حتر يعيش غيره بسلام ، هذه هي النفس غيره المهزومة ..