انتقدت وزارة الخارجية الروسية، تصريحات وزير الخارجية الإسرائيلي، يائير لابيد، بشأن دعم بلاده لقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة بتعليق عضوية روسيا في مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة. (يا للهول!!)
هكذا بكل بساطة! وخروجاً عن كل المعايير الأخلاقية تدافع الدولة التي تمثل آخر معاقل الاستعمار والفصل العنصري فكراً وفعلاً لتقدم المشورة والوعظ في شان يتعلق بحقوق الإنسان المهدورة في البلاد التي تحتلها منذ عام 1948! والمقصود هنا دولة الاحتلال الإسرائيلي التي تطالب الجمعية العامة للأمم المتحدة بتعليق عضوية روسيا في مجلس حقوق الإنسان! في الوقت الذي تجاهلت فيه الجمعية الدولية صاحبة القرار جرائم الاحتلال الإسرائيلي التي تمارس بحق الفلسطينيين إلى الآن وفي وضح النهار دون أن يحرك العالم بمعاييره المزدوجة ساكناً..
هذا استخفاف بعقول الناس في عالم تتحكم به المعايير المزدوجة التي تدافع عن الجلاد وتوسم الضحية بالإرهاب.
وإزاء هذا التدخل الإسرائيلي السمج الذي تسعى تل ابيب من ورائه التغطية على جرائمها في فلسطين المحتلة؛ انتقدت وزارة الخارجية الروسية، تصريحات وزير الخارجية الإسرائيلي، يائير لابيد، بشأن دعم بلاده لقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة بتعليق عضوية روسيا في مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة.
وأضاف البيان قائلا: "في ضوء تقييماتنا لهذا القرار فهو غير قانوني وذو دوافع سياسية"، مشيرا إلى أن تصريحات وزير الخارجية الإسرائيلية مرفوضة ومؤسفة للغاية وهناك محاولة مبطنة للاستفادة من الوضع بشأن أوكرانيا وصرف انتباه المجتمع الدولي عن الصراع الفلسطيني الإسرائيلي.
وهذا كلام في الصميم بشان دولة الاحتلال الإسرائيلي العنصري التي تحسن العزف على هذا الوتر، وبقدر ما كانت تعني تل أبيب العلاقة الاقتصادية مع موسكو، إلا أن الصمود الفلسطيني أرغمها على دعم قرار الجمعية العمومية أعلاه بشان انتهاكات روسيا لحقوق الإنسان؛ كي ترتدي ثوباً إنسانياً ليس على مقاسها حيث طاله المقص الروسي بالتعرية والتمزيق كي تتضح المواقف امام العالم. .
وقد فعل البيان خيراً وهو يسلط الأضواء على ازدواجية المعايير لدى المواقف الغربية بشهادة الوقائع على الرض، إذ تابع قائلاً:
"كما تعلمون هناك انتهاك للعديد من قرارات مجلس الأمن والجمعية العامة للأمم المتحدة، حيث تواصل الحكومة الإسرائيلية الاحتلال غير القانوني وضم الأراضي الفلسطينية ما أدى إلى مقتل الآلاف من الفلسطينيين".
كما شددت وزارة الخارجية الروسية على أن قطاع غزة أصبح بشكل أساسي "سجنًا في الهواء الطلق" واضطر الملايين البقاء على قيد الحياة لمدة 14 عامًا تقريبًا في ظل ظروف الحصار البحري والجوي والبري الذي تفرضه إسرائيل.
هذه شهادة حق جاءت متأخرة نطق بها من ذاق مرارة تلك الازدواجية الدولية في معايير الحكم على المواقف فناصرت الجلاد ضد الضحية التي تُرِكَتْ تتعفر في عار الإرهاب بدلاً من وصفها بالمقاومة.
ولعل من مخرجات الصمود الفلسطيني في الأراضي المحتلة أنه قدم لدولة عظمى كروسيا الذرائع المباشر لتستأنف بيانها قائلة:
"من الجدير بالذكر أيضًا أن مسار إسرائيل في الحفاظ على أطول احتلال في تاريخ العالم بعد الحرب ويتم بتواطؤ ضمني من الدول الغربية وبدعم فعلي من الولايات المتحدة".
هذا كله من فضل الحرب الأوكرانية التي اختلطت فيها الأوراق الدولية حينما انتزعت الأقنعة عن وجوه الدول الغربية المربدة التي زَرَعَتِ الكيان الإسرائيلي العنصري الهش في قلب الوطن العربي المهدور، قبل 74 عاماً وما زالت تدافع عنه رغم اقترافه لأبشع الجرائم بحق الشعب الفلسطيني الصابر على الضيم والقابض على الجمر.
فأن تخسر تل أبيب دولة عظمى صاحبة فيتو في مجلس الأمن كروسيا فهذا يجير لصالح القضية الفلسطينية بشكل او بآخر.. فالصمود الفلسطيني ترك على جبين الصهيونية وكيانها العنصري دمغة عار باتت تتكشف لدول كبرى مثل روسيا بعد صَمَمٍ أصابها حتى تجرعت من نفس الكأس لتنقلب على ما كان منها ذات يوم قريب.. فكل الترحيب بموسكو وموقفها الذي جاء متأخرا.. ولكن لا باس.. وتستمر الانتفاضة المباركة في عموم فلسطين المحتلة في ظل تساقط الأقنعة واتضاح المواقف وخاصة بعد نشوب الحرب الأوكرانية التي اشعلها الغرب في وضح النهار في تكرار لنكبة فلسطين التي ما لبثت تداعياتها تتجلى بالمواجهات المستمرة في عموم فلسطين المحتلة بين جيش الاحتلال والشعب الفلسطيني في كل مواقعه!