لم يكن الشاعر نزار قباني الذي تمر اليوم ذكرى رحيله الـ 24 اسماً كغيره من الشعراء الذين لمعوا في سماء القصيدة بل هو من وصفه الناس أميراً للشعر العربي عبر العصور لأنه تبنى قضاياهم وأحلامهم وحكى عن أوجاعهم وهمومهم فكان لساناً ينطق بحالهم.
سانا الثقافية استطلعت رأي نقاد وباحثين وشعراء في حضور نتاجات نزار قباني الشعرية بعد مرور كل هذه السنين على وفاته حيث رأت الناقدة الدكتورة ريما دياب أن قامة إبداعية بحجم نزار لا يطوي أثرها تتالي السنين فمن بين عشرات الدواوين والمؤلفات النثرية التي تركها يفوح عبق الياسمين الدمشقي وهو حي في قلوب وفكر الكثيرين فقصائده أيقونة الحب والجمال.
وتجد دياب أن قلوب المحبين لا تزال تنبض بأشعاره وتتغنى بكلماته فهو شاعر المرأة الأم والطفلة والحبيبة والزوجة وشاعر الحب والعشق وشاعر الوطن الذي عالج قضاياه وسعى لتغيير الواقع العربي بشعره الذي حمل هموم الشعوب عدا عن أنه غير نمط القصيدة شكلاً ومضموناً ولغة وعلى الرغم من بساطة ما قاله إلا أنه صعب التقليد.
ومن أسرار عظمة نزار قباني الشعرية كما يرى الباحث الأرقم الزعبي مسؤول النشاط الثقافي في اتحاد الكتاب العرب إجادته لكل الأشكال الشعرية بشكل محكم حيث قدم مواضيع غاية في الأهمية ولا سيما بما يخص المرأة معتبراً أن نزار فصل شعري مهم في تاريخ الأدب برمته.
الشاعرة أمل المناور التي تتلمذت في بداياتها على شعر نزار قباني حيث أهداها بعض مؤلفاته وفق حديثها وتعمقت بمعاني شعره لاسيما التي اتجهت إلى الوطن تؤكد أن نزار من أهم شعراء العصر الحديث وما جعله مقرباً ومحبباً من الجميع قدرته على كتابة السهل الممتنع.
أما الباحث إياد مرشد مدير مكتبة الأسد الوطنية بدمشق الذي كتب عن شاعر الياسمين كتاب (تجليات السياسة في شعر نزار قباني) يتحدث عن الضجة المستمرة بعد رحيل الشاعر حيث شغل الأدباء والنقاد باتجاهاته المختلفة في أكثر من قضية ولم يقتصر على المرأة بل كتب عن الوطن والسياسة وطرح قضايا المجتمع واهتم بالمقاومة معتبراً أن أهم ما تضمنته مسيرة نزار أنه شاعر ظل مقاوماً للاحتلال رافضاً للتطبيع حتى لحظاته الأخيرة.
ولا تزال دور النشر تسعى لنشر كتب تبحث في تجربة نزار الشعرية مثل دار عقل للنشر والترجمة التي ستصدر قريباً كتاباً ضمن هذا الصدد وفق الباحثة والمترجمة عبير عقل مديرة الدار التي بينت أن لنزار صدى كبيراً لدى الجمهور على مستوى الوطن العربي والعالم بفضل ما امتلكه من جرأة وقوة في العبارة واقتراب من الواقع إضافة لعذوبة عباراته الشعرية التي تدخل إلى ذائقة المتلقي وخياله بسرعة وسهولة.
والشاعر الراحل نزار قباني من مواليد دمشق 21 آذار 1923 له العديد من الدواوين أولها (قالت لي السمراء) الصادر عام 1944 عمل في السلك الدبلوماسي وفي مجال الشعر وتوفي في 30 نيسان من عام 1998.