بطلين من أبطال الدبابات الثالثة، صنعوا مع زملائهم ملحمة من ملاحم البطولة والإنتصار خلال معركة الكرامة، والتي خاضوا غمارها مدافعين عن الأرض والعرض، طرزوا بدمائهم لوحة جميلة في روابي الأردن وسهوله، لم يتوانوا عن واجبهم الوطني. سجلوا مع رفاق السلاح أجمل صور البطولة في هذه المعركة، وكان لهم شرف المشاركة كقوات حجاب على جسر الأمير عبدالله بمنطقة سويمة.
عندما بدأ الحشد الإسرائيلي على الضفة الشرقية بشكل كثيف لم يسبق له مثيل وبأعداد آليات كبيرة. وكان أول هذه الآليات دخولاً ونش ضخم عيار ثقيل وذلك لمد جسر لعبور الآليات المعادية للأرض الاردنية.
بعد الكشف والمعاينة لقوات العدو وضعت الخطة على أن يكون الونش أول أهداف العدو تدميراً، لأن بتعطيله تتعطل حركة الدبابات كاملة، حيث رسمت الخطة على هذا الأساس.
يوم الخميس ٢١ /٣ /١٩٦٨م وعند الساعة الخامسة والنصف صباحاً دخلت آليات العدو يتقدمها الونش والذي لا يبعد عن الأبطال سوى ٦٠٠ متر، قامت ثلاث دبابات لنشامى الجيش العربي بتوجيه مدافعها نحو الونش وضربة ضربة واحدة بثلاث قنابل متفجرة أصابته إصابة مباشرة الأمر الذي أدى إلى تدميره ومن فيه تدميراً كاملاً، وقد أشعلت فيه النيران، الأمر الذي أدى إلى حدوث حالة من الإرباك بقوات العدو من الضربة الأولى وإجبارها على الالتفاف والرجوع تاركين الونش وبعض الدبابات المتضررة والقتلى والجرحى من هول الصدمة.
تعاهد الجنود والقادة بعدم وقف الرماية مهما كانت الظروف حتى لا يظن العدو أنهم ضعفوا أمامه. واستمرت المعركة حتى الساعة الرابعة عصراً بتسجيل انتصار سطره الجنود بدمائهم.
هؤلاء وغيرهم الكثير من الأبطال هم نشامى الجيش العربي الأردني، بهم نكبر قاتلوا العدو بشراسة وشرف وكبرياء، هؤلاء سيبقون قناديل مشعة شامخة على مدى التاريخ، وستظل الكرامة خالدة فينا وشاهدة على تضحياتهم.
سلام لكل جندي، وسلام لكل صانعي الكرامة، شهدائها وأبطالها الذين نقشوا على صخور الوطن أجمل صورة وهي صورة الكرامة التي لن ولن تنسى، وستبقَ بحر العطاء الكبير.
مقتطفات من كتابي ( الجيش العربي الاردني - سيف الأمة وسياج الوطن) - محمد صايل الخالدي.