ما أن دخل العالم عصر الثورة الرقمية الرابعة وعصر التحول الرقمي وتجارة أسهم الإقتصاد الكرتوني؛ كالفيسبوك والتويتر والتيك توك واليوتيوب، حتى بدأت ملامح مقولة تؤكد بأن البشرية باتت تستهلك أكثر من طاقة الكوكب الإنتاجية فعلا.
من ناحية أخرى فالتغير المناخي والشح المائي والأوبئة والكوارث الطبيعية عرقلت جهود العالم والدول التنموية لثلاثة أعوام 2020, 2021 و 2022.
روسيا تحاول إعادة أوكرانيا لبيت الطاعة قبل أن تنكشف إقتصاديا، لأن أوكرانيا أرض زراعية خصبة ومنجم ضخم لمعادن وثروات طبيعية قادرة على إسناد العملاق الروسي.
أميركا حسب نهجها تخوض كل عقد من الزمان حرب لسبب تختلقه، وتدعو العالم لمشاركتها حربها، فيعود ذلك عليها إقتصاديا بالنفع عبر إنعاش صناعاتها العسكرية وتلقي كلف تشغيل جيشها الجرار، ومنذ نحو عقد تقريبا لم تحارب.
العالم سكانه يزدادون بينما الأراضي الصالحة للزراعة تقل، فيزيد الطلب على الغذاء وترتفع أسعاره.
تري العقود الأخيرة بأن هنالك عزوف عام عن الأنماط التقليدية للشعوب بالعمل والإستهلاك؛ فالفلاحين والمزارعين يتجهون للعمل نحو المدن بحثا عن وظائف أسهل وأكثر ضمانا للدخل، والإستهلاك الغذائي بالمقابل يزداد في المدن بذخا وإسرافا وعلى نحو يخالف نمط إستهلاك أسر الفلاحين والمزارعين الذين يقتصدون ويرشدون بكل شيء.
الكل يريد العمل بالتجارة الإليكترونية بأشكالها المختلفة، وهنالك عزوف عن الصناعة في دول كثيرة باتت تغلق مصانعها وتجد عمالها سجناء السوشيال ميديا.
الطلب العالمي على الطاقة يزداد لغايات الصناعة والنقل والتدفئة وتوليد الطاقة الكهربائية، فتزداد أسعارها وبالمقابل تزداد أسعار كلف إنتاج ونقل البضائع والسلع.
كلف هذا الجمود وهذه التحولات المفاجئة ستكون كارثية على العالم الذي لا يعمل ويريد كل شيء إما بالحروب أو عبر السوشيال ميديا، وإقتصادات الدول الكرتونية تنتفخ بينما لا يوجد تنمية فيزيائية على أرض الواقع من صناعة وزراعة وهما الأساس لكل تنمية.
العالم أمام خيارين لا مفر من إحداهما: حرب عالمية ثالثة طاحنة، أو توافق عالمي على حل قضايا الطاقة والغذاء والمياه والإنتاج والتنمية.
ما زلنا في منتدى النهضة ندعو وننادي ل مشروع الشعب للإنتاج، وندعو للإقتصاد التعاوني.