نرزق بنوايانا الطيبة لو اشتغلنا على بذر النوايا الطيبة في قلوبنا لغمرتنا الخيرات، وعلى قدر صلاح النوايا ؛ تأتي العطايا، وعلى قدر الإستعداد ؛ يكون الإمداد، فنصلح الـنِّـيـة ونبشـر بالـعـطـايا.
ما دفعني أن أستشهد بهذه الآية الكريمة هو النفحات الإنسانية التي تغمرنا ونحن نستذكر مواقف أصحاب الهمم العالية الذين يحملون طهارة النفس وجمال الروح ونقاء القلب دوما وفي قلوبهم بذور الخير لإسعاد العباد بما منّ الله عليهم من نعمّ في الجاه والسلطان والسيادة والعلم والمعرفة ، فدائماً ننظر إليهم كالغيمة الماطرة تحمل الغيث الذي ينتظره البشر والطير والحجر لمآ فيه من خير وبركة... هذة الصورة الجماليه جذبتنا لقراءة فصولها كاملة لوجود عناصر التشويق فيها ، فتعلمنا من سيرتكم الذهبية بأن الكلمة الطيبة طائر جميل، حين تطلق سراحه من لسانك .. سيغرد في صدور اﻻخرين سعادة وسروراً واطمئناناً، هكذا قرأنا في صفحات سيرتكم العطرة فستشعرنا معاني النوايا الحسنة وكثرة عطاياكم في الأعمال الإنسانية والتواضع والسماحة والرقي الإنساني التي ميزتكم بين الخلائق كسارية طويلة تحمل إسمكم وتاريخكم المجيد الدال على المكارم والملاذ الآمن والمكان المستقر للكرامة الإنسانية التي هي أحد عناوين مضاربكم.
فالسيرة الحسنه كالشجرة لا تنمو سريعاً ،لكنها تعيش طويلاً.. َففي سير الحكماء والكرماء موقف وذكرى وموعظة وخطوة.. فهي كالمصباح كلما ارتفع كلما اتسع نطاق الإضاءة له ..لقد قرأنا في سيرتكم العظيمة عالية القدر والمكانة في الأخلاق والتفكير الراقي والقدرات الإبداعية في التحديث والبناء...فتسع نطاق عطائكم وتأثيركم الإيجابي في الحياة، فأنتم من الحكماء والنبلاء الذين شكت منهم موازين الارض لكثرة أوزانكم في الطيب والخير والبذل والعطاء والإسهام في النهوض في عجلة التنمية والنهضة فأثقلتم الميزان بعظيم إنجازاتكم وتفانيكم في مواقع المسؤولية التي إعتليتم منصاتها فكبرت وتمددت بكم...فعجزت هذه الموازين لإيجاد معايير لتزن مآثركم وطيب أفعالكم....تلك هي النعمة التي حباكم اللة بها فنبارك لكم هذا الكرم الإلهي الذي وهبكم اياه رب العالمين ، فدائماً عندما يطرق فؤادي ذكرّ الطيبون يلمع إسمكم في ذهني وقلبي. فنقول في حضرتكم ونحن واقفين طويلاً إحتراماً لمقامكم الرفيع وهيبتكم ووقاركم،
بأنه ما مرَّ ذكرُكَم إلّا وابتسمنا له كأنكم العيدُ والباقون أيامُ. فأنتم الـرُكن الدافئ الخَفي بين ثنايا الروح، وأنتم الملجأ الوحيد الذي نلجأ إليه كلما أحسسنا من العالم فزعًا لأن فيكم من القوة والروافع المتينه ما تكفينا وتسّندنا وتقوّينا في كل المواقف في مجالس العظماء الكبار أمثالكم....
فالوجوه التي نعزها حاضرة فينا مهما بعدت المسافات أو شحت الإتصالات، فهمسات الأصدقاء الأوفياء أمثالكم لا ترحل بل تبقى مزروعة في شرايين القلوب والوجدان ، وعندما نرسل إليكم فإننا لا نرسل حروفاً بل نرسل قلوباً تفيض إحتراماً وتقديرا ومحبة ونقاء ، صفّا الله نواياكم وحفظكم أينما كنتم ورزقكم البركة في كل شيء وهبكم إياه رب العالمين...فنسأل اللة لكم غيث من السعادة يسقي فؤادكم فيزهر مجداً، ونقسم بأنه سيظل إحترامكم يُكتب في صفحات قلوبنا أروع كلمات المعزة والإحترام وأنقى معاني الإخلاص وأغلى معاني الوفاء، وستظل قلوبنا مليئة بحبكم ، وعامرة باحترامكم وداعية لكم في ظهر الغيب...!
حفظكم الله أينما كنتم وحللتم، واسبغ عليكم نعمه ورضوانه...