أقام الشيخ ذيب النسور اليوم الاثنين حفلًا عشائريًا كبيرًا في محافظة السلط .
و حضر الحفل عددًا كبيرًا من الشيوخ والوجهاء والمثقفين من مختلف محافظات المملكة حيث أنه من بينهم المؤرخ والكاتب عمر العرموطي .
وألقى العرموطي كلمة أعرب من خلالها عن حبه للجيش العربي والأجهزة الأمنية وعن دور العشائر الأردنية بالوقوف صفًا واحدًا في مواجهة من يحاول أن يعبث باستقرار أمن وأمان الاردن ، تاليًا نص الكلمة :
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسَّلام على سيِّد المُرسلين
-سعادة الشيخ ذيب النسور السَّلطي الشهم والبلقاوي الأصيل
-سعادة السفير عبد الله عطية العفيشات / السفير في منظمة العفو الدولية لحقوق الإنسان.
-السَّادة المُحترمون شيوخ العشائر الأردنية مِلح الأرض ومنبع الأصالة والفروسية والكرم.
-أيُّها الحفلُ الكريم...
... أُحييكم بتحية الإسلام
السَّلام عليكُم ورحمة الله وبركاته،،،
أيُّها الإخوة الكرام،،
... كُلما مرَّ الأردن بظروف صعبة واستهداف من قوى خارجية أو من الطابور الخامس، وكلما ضاقت علينا الدنيا كانت العشائر الأردنية هي مَنْ يُعيد الأُمور إلى نصابها، إضافةً إلى أن أبناء العشائر هُم القوة الضاربة في جيشنا العربي المصطفوي وفي أجهزتنا الأمنية العين الساهرة على أمن الوطن.
... لذلك فمن الواجب علينا كعشائر أردنية بأن نكون يداً واحدة في مواجهة كلِّ من يحاول أن يعبث باستقرار وأمن الأردن... وكُل من يحاول اختراق وإضعاف جبهتنا الداخلية.
... وإذا ذكرنا المواقف البطولية لعشائرنا الأردنية في أحلك الظروف والأوقات العصيبة التي مرّ بها الأردن فإننا نتذكر غزو – الخوين – (الكون الأول والكون الثاني) في العشرينات من القرن الماضي الذي كان يتهدَّد الأردن بأكملها وكان من ضمن أهدافه الزحف إلى عاصمة المجد عمَّان الحبيبة... لكن العشائر الأردنية كانت لهم بالمرصاد حيث قامت بصد ودحر هذا الغزو ... وهي بني صخر والبلقاوية والعدوان والعجارمة والدعجة وبني حميدة وبني حسن والحويطات وعبَّاد وكُل العشائر الأردنية وكُل أردني وطني حُر شريف.
... ومع بداية الخطر الصهيوني سقط أول شهيد أردني على أرض فلسطين وهو الشهيد كايد مفلح العبيدات...
... وقد ذهب المتطوعون من أبناء عشائرنا الأردنية للدفاع عن فلسطين عام 1948م نذكر منهم الشيخ هارون الجازي ومعه متطوعين من قبيلة الحويطات، وبركات طراد الخريشا ومعه المتطوعين من قبيلة بني صخر والمتطوعون من السلط نذكر منهم أحمد سليمان النجداوي وعبد المجيد الساكت وكذلك المتطوعين من البلقاوية... وغيرهم الكثير من أبناء العشائر الذين يصعب ذكر أسمائهم بهذه العُجالة.
... وأثناء حرب فلسطين كان هناك مواقف مشرفة بطولية لأبناء العشائر بالجيش الأردني ونضرب مثالًا على ذلك / الأبطال حابس باشا المجالي ومحمود الروسان وعبد الله التل وهم أبطال معركة باب الواد والّلطرون الذين منعوا العدو الصهيوني من احتلال القدس الشرقية وكبدوُّه الخسائر الفادحة.
... وكذلك نذكر بطل معركة كفار عصيون بالخليل حكمت باشا مهيار من السلط... ونذكر شهيد حيفا محمد الحمد الحنيطي... وشهداء السلط علي العبويني وصبحي حجاب... وغيرهم...
... وفي حرب حزيران سقط من أبناء العشائر الأردنية العديد من الشهداء نذكر منهم: صالح عبد الله الشويعر، وحامد علي الدعجة، وعوض صلاح العجارمة، وهيكل منصور الزبن ومالك عبد الله العوران... وغيرهم الكثير من الشهداء من عشائرنا الأصيلة.
... وقبل معركة الكرامة بأسابيع استشهد الرائد منصور كريشان.
... وفي معركة الكرامة الخالدة عام 1968م عندما حاول العدو الصهيوني التقدم باتجاه الضفة الشرقية واحتلال مُرتفعات السَّلط هبّ الجيش العربي الباسل وضباطه وأفراده من أبناء العشائر وكل أبناء وطننا الغالي المقدس ودحروا العدو فكانت سيمفونية النصر فكان أول نصر عربي بتاريخ الصراع العربي الإسرائيلي وسقط من أبناء العشائر الشهداء والجرحى وكان شعارهم (المنيَّة ولا الدنيَّة).
... وفي حرب رمضان عام 1973م ودفاعاً عن الجولان والعاصمة السورية دمشق استبسل اللواء المدرع الأربعين الأردني بقيادة البطل اللواء خالد هجهوج المجالي فتمكنوا من منع العدو الصهيوني من التقدم نحو العاصمة السورية دمشق وألحقوا به الخسائر الفادحة بالمعدات والأرواح.
... وكما قال لي طويل العُمر الشيخ مرزوق فلاح العابد الدعجة الذي كان له شرف القتال بهذه المعارك بأن الصهاينة قد أُصيبوا بالرعب من شجاعة وبسالة قواتنا المسلحة وكان جيشنا البطل يستمع إليهم من خلال أجهزة الاتصالات حيث أطلقوا اسم – لواء البدو – على اللواء المدرع الأربعين الأردني الذي دحرهم ومنعهم من التقدم باتجاه العاصمة السورية دمشق.
... أيُّها الحفلُ الكريم...
... ولقد أثبتت العشائر الأردنية بأنها الرقم الصعب أثناء الأزمات وإذا ادلهمَّت الأمور...
... ونحن بعون الله نطلقها صرخةً مُدوَّية من خلال هذا الاجتماع المُبارك الذي دعا له الشيخ ذيب النسور السَّلطي الشهم والبلقاوي الأصيل.
... نقولها وبصوتٍ عالٍ بأن العشائر الأردنية سوف تتَّحد مرَّة ثانية لصد أي محاولة لزعزعة أمن واستقرار الأردن.
... وفي الختام ندعو الله بأن يحميَ وينصُر قائد الوطن وعميد آل البيت جلالة الملك عبد الله الثاني المعظم وندعو لجلالته بالنجاح والتوفيق في جهوده في بناء وازدهار ومنعة الأردن... وستبقى الأردن قلعة قوية عصيّة على الأعداء.
-حمى الله الأردن الغالي
-وحمى الله القيادة الهاشمية المُظفَّرة
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،،
كلمة المؤرخ/ عمر العرموطي في احتفال السَّلط – الذي أُقيم بدعوة كريمة من الشيخ ذيب النسور تكريماً للعشائر الأردنية