فعلها إيمانويل ماكرون للمرة الثانية وفاز بالانتخابات الرئاسية الفرنسية بعد فشل سابقيه بالعودة للمرة ثانية إلى قصر الإليزيه الذي رفض على مدار العشرين عاما الأخيرة عودة أي من ساكنيه مرة اخرى، فسركوزي وهولاند لم يتمكنا من العودة بعد فترة الحكم الأولى لكل منهما.
ايمانويل ماكرون ذلك الشاب الذي لم يتخط الأربعين من عمره حاز على ثقة الفرنسيين أول مرة عام 2017 وعاد وكررها بالانتخابات الرئاسية الأخيرة في الأسبوع الماضي بمواجهة نفس الخصم بالجولة الثانية اليمنية المتطرفة مارين لوبن.
نصب ماكرون رئيسا لفرنسا للمرة ثانية والتي تبدأ الولاية الرئاسية الجديدة رسميا له في 14 أيار الحالي.
لم تكن فترة رئاسة ماكرون الأولى سهلة فالتجربة واجهت أزمات داخلية عديدة سواء بتحرك الشارع الفرنسي من خلال المظاهرات التي سميت بمظاهرات أصحاب الستر الصفراء أو قرارات رفع الضرائب والهجوم الشعبي عليه ووصفه بالليبرالي المدافع عن الأغنياء على حساب الشعب بالإضافة إلى مواقف سياسية عديدة وخاصة منها إصدار تصريحات ساذجة ضد المسلمين والدفاع عن الرسوم المسيئة للرسول الكريم، أما فترة حكمه وما واجهها على صعيد السياسة الخارجية فلم تكن أفضل حالا فقد كانت في بعض الأوقات علاقاته الخارجية مع الحلفاء سيئة، فعلاقته مع الولايات المتحدة الأميركية كانت فاترة وباردة ولم تكن بأحسن أحوالها ابان حقبة حكم دونالد ترامب، اما الجزائر الحليف العربي التاريخي معه فقد التواصل معه لفترات وشاب العلاقة شد وجزر اما التحركات الدولية وخاصة الملف النووي الإيراني وفشله والعودة له اليوم ومحاولة الوصول إلى اتفاق عالق لغاية اليوم، واخيرا الحرب الروسية الأوكرانية.
لو عدنا للداخل الفرنسي وخاصة ما كان هاجس يتخوف منه المهاجرون الافارقة والعرب والمسلمون، من اتخاذ قرارات وسياسات إقصائية وعدائية ضدهم وخاصة المسلمين وما كان محور المناظرة التي اجريت بين المرشحين قبل الجولة الثانية، وهو موضوع حجاب المسلمة، فإن فوز ماكرون بعد حصوله على دعم أصوات الفرنسيين العرب والافارقة والمسلمين وبعض الاحزاب المعتدلة، لمواجهة موجة التيار اليميني المتطرف الذي يتمدد يوماً بعد يوم في فرنسا وحتى أوروبا، والتي كانت تمثله المتطرفة مارين لوبن يعد أفضل لفرنسا من وصولها للإليزيه لما كان سوف تتخذ من قرارات وسياسات ممكن أن تحدث شقا واسعا في الداخل الفرنسي.
الفترة الرئاسية الثانية لماكرون لن تكون سهلة وبدأ ظهور ذلك بعد ايام من انتخابه رئيس لولاية جديدة حيث تظاهر الاف في شوارع باريس والمدن الفرنسية، وبذات الوقت سوف يظهر لونه السياسي بشكل اكثر وضوحا من الفترة الاولى التي كان يحاول فيها مسك العصا من النصف للعودة لفترة رئاسية ثانية حيث إن الدستور الفرنسي قدد حدد فترة الرئاسة بخمس سنوات قابلة للتجديد مرة واحدة فقط. الغد