أود القول بأن الذي يملك جواهر ومجوهرات عادةً ما يحرص على تفقدها لحظة بلحظة نظرا لقيمتها العالية ولكن هذه المعادن النفيسة معرضه للنقصان لان لها قيمه سعريه تقاس بها بمقياس الماده المتداوله...فينقص أو يزيد قيمتها حسب تقلبات السوق...وممكن في لحظة ما تصبح قيمتها لا تساوي تكلفة تفقدها والمحافظة عليها فتخضع هنا لمبدأ الربح والخسارة...لكن هناك أشياء أخرى تستحق أن نتفقدها كل ثانية فقيمتها المعنوية أعظم وأفضل وأحسن من المعادن النفيسة، ولها أثر عظيم مرتبطه بالقيم والمبادئ الإنسانية النبيلة ، والثوابت الدينية والأخلاقية والمعرفيه التي تعبر عن النضوج الفكري ، ومرحلة متقدمة من المستوى الثقافي والحضاري، هؤلاء همُ الناس الأوفياء المخلصين الذين يمسحون دمعتك بأيديهم قبل يدك... هُم الذين يشعرون بك دون ان تشتكي لهم همومك....وهم الذين يقفون سدا منيعا بوجة من يعاديك دون أن تعلم....الذين يمرضون كونهم يحسون بمرضك...الذين يقدمونك على أنفسهم في المنافع والمكاسب لأن عندهم خاصية عزّة النفس والغنى الروحي وهذه أحدى الجينات المكونه لدمائهم... فأعمالهم هذه لا تخضع لمعايير الربح والخسارة وإنما تخضع لمبدأ أخلاقي أسمه الضمير الإنساني،،
يا ترى هؤلاء كم تكون قيمتهم في مقايس الماده... إنهم لا يقاسون بمقايس الماده...انهم يُقاسون بمقايس أوزان الأرواح...إنهم يعادلون الروح في كفة الميزان وأكثر زيادة....هكذا قرأنا صفحتكم في سجلات التاريخ...مما جعلنا نتفقدكم مع نبضات القلوب ورمشات العيون، ولمعزتكم عندنا نسأل عنكم في كل مناسبة يكتمل جمالها بذكركم الطيب ، لأنكم واحة نستمد منكم نوافذ القيم الإنسانية النبيلة، لذلك نرغب دوما في تجديد ثقافتنا وقيمنا كل لحظه بقيم وأخلاق جديدة ومعاصره ومحدثه فوجدنها في قاموسكم الأدبي والأخلاقي وفي مضاربكم العامرة، ونحن بحاجة إليها لكي تُثري أدبياتنا في التأليف والحديث عندما نتحدث في مجالس العظماء الكبار أمثالكم، نفتتح حديثنا ونستشهد بكم كمرجعيات فقهيه في كنوز الأدب والمعرفة والقيم الأصيلة والأنتماء والولاء والوفاء لتراب الوطن لتبقى شمسهُ مشرقة.....فالشجرة التي يُحسنّ بذارها تجود بثمارها وظلالها ، هكذا نقرأؤكم كالثمار الناضجه التي توجد دائماً في أعالي الأشجار لأنها أخذت وقتها في النضوج، هكذا هُم الحكماء والنبلاء يتأنوا ، ويفكروا مليئاً في الحكم على الأشياء حتى تنضج قراراتهم وتتصف بالحكمة والرشد...فدعُونا نحافظ على هذه الشجرة وندعو لها بالبقاء لكي تبقى فسائلها صالحة للتطعيم لتجود وتزهر بها حقولنا ، هكذا هو فكركم بمثابة أدوات وقاية، وحماية ومنجية لمن يقرأها ويبحث عن الحلول للأرتقاء لمستوى النجومية في ميادين الإصلاح والرقي الانساني. نعم أنتم تشكلوا مفاتيح للعلاقات الانسانية الصافية...فنسأل الله أن ينعم عليكم بنعمة الأمن والأمان وراحة البال ويبعد عنكم كل مكروه ، وممن يدخلون الجنة بغير حساب ولا عذاب إنه سميع مجيب الدعاء...