أشعر أن كل شيء زعلان منّي.. مع إني أُبرمج نفسي على ألّا أُزعّل أحدًا أو شيئًا.. لذا؛ سأقوم واعتبارًا من الآن بمحاولة "مصالحات" مع كل شيء.. وسأبقي مصالحتي مع البشر لآخر مرحلة ولن أبدأ بهم..!
سأصالح الشوكة والملعقة وسأقسم لهما أغلظ الأيمان بأنني سأجيد استخدامهما وحسب "الاتيكيت" .. سأصالح "بكرج" القهوة وساعة الحائط.. سأبوِّس صحون البيت و صوانيه .. سأقف احترامًا لكل "شبشب" يتشبشب.. ولكل كندرةٍ مشت في الوهم والخراب..! سأكتب قصائد عصماء في "الفيش" و"الأباريز" و"الوصلات" .. سأخطب ودّ "الشاحن" وأقدِّم ألف اعتذارٍ لـِ"الممسحة" وإن أرادت أن أقوم بدورها فإنني جاهز وتفصيل لذلك..!
يا قوم: كل شيء زعلان مني.. الحيطان والسقف و البلاط والغبار و التراب و الشارع والدكاكين والحاويات .. حتى القطط لا تستقبلني بـ "ميووو" رومانسية ؛ ميوُّها مش الميوّوو اللي خابرها..!
سأصالح وأصالح وأصالح.. ولن أترك أثرًا لزعل.. فأنا "المزعّلاتي" لا أجيد التعامل مع أي شيء لأني خارج في الداخل..و داخل في الخارج.. لأني لا أقيم الحدود إلاّ على الفراغ.. لأنني حين أصالح البشر أخسرهم؛ وأشيائي تكسبني..!
يا قوم: الصلح ليس خيرًا.. ولكنه شرٌّ لا بدّ منه.. فاسمحوا لي بكثير من الشرّ لعل الحياة تستقيم قليلًا ويصبح هناك مكانٌ للفواتير القادمة إليّ طوابيرَ طوابيرَ؛ وهذا المكان نستطيع أن نقعد فيه "قعدة عرب" لعلّ الفواتير توافق أن تصالحني بأن تشتريني منّي ولا أشتري منها رقمًا واحدًا..!
ويقولولك: لا تزعل.. أنا مش زعلان..بس كل شيء زعلان منّي..