غيّب الموت رجل من رجالات الوطن واحد ابطال معركة الكرامة، صاحب الخلق والدين، طيّب الذكر والمعشر المغفور له بإذن الله اللواء المتقاعد محمد رسول العمايره، كان المرحوم برتبة ملازم في معركة الكرامة قائد فصيل دبابات من السرية الاولى بقيادة النقيب فاضل علي فهيد، وهي احدى سرايا كتيبة الدبابات الثالثة الملكية وموقعها منطقة المغطس، ما ان بدأ العدو قصفه المدفعي في صباح 21 آذار 1968 ردت دبابات الفصيل بقصف مواقع حشد قواته غربي النهر، وعندما تسللت دبابات العدو خلف فصيله، تراجع إلى منطقة الجوف وتموضع في منطقة أصبح العدو فيها مكشوفا له، وتصدى لها واشتبك معها في معركة ضارية شارك فيها تعزيز وصله من احدى سرايا كتيبة الدبابات الخامسة، وكانت ظروف المعركة قد استدعت حينها تحريك كتيبة الدبابات الخامسة الاحتياط ومقرها في منطقة طبربور، ورغم القصف الجوي الكثيف تحركت سراياها بسرعة كبيرة على الجنزير سالكة ثلاث طرق، طريق ناعور باتجاه الكفرين، وطريق وادي شعيب باتجاه منطقة السد، وطريق العارضة باتجاه منطقة معدي، توزعت الدبابات على جبهات القتال بعد ان وصلت بسلام واشتبكت مع دبابات العدو وساهمت بتدمير عدد كبير من الياته ومعداته، وكان لوصولها ترجيح القتال لصالح قواتنا، وأُجبر العدو على التراجع غربا تحت رماية وضربات قواتنا الباسلة، شغل الفقيد عدة مواقع منها قائد اللواء المدرع 91، ورئيس اركان الفرقة المدرعة الملكية الثالثة، ونائب رئيس جامعة مؤتة للشؤون العسكرية، ومساعد رئيس الاركان، لم يكن ابو ماهر مجرد باشا برتبه العسكرية، بل باشا بأخلاقه وانسانيته وتسامحه وشخصيته المتواضعة التي فرضت احترامه على الجميع، ترجل عن صهوة البطولة بعد أن كتب في صفحات جيشنا العربي اروع قصص البطولة والشجاعة، وقام بواجبه في معركة رد الاعتبار لقواتنا المسلحة، وترك اجمل الاثر في نفس كل من عرفه، تغمده الله بواسع رحمته وغفرانه، واحر التعازي لاسرته ولزملائه رفاق السلاح .