بالمختصر المفيد كنت اعيش في اميركا وتحديدآ في شيكاغو ، وكالعاده اتصل مع اصدقاء هناك من حين الى اخر، إما الأمر هام او لتفقد احوالهم ، وكان الجميع يرد على المكالمات من اول اتصال ،واذا كان مشغولآ يعود للاتصال معي لاحقا وخلال دقائق .
هذا في اميركا .
ولكن لا ادري اهو لسوء الحظ ام لحسنه عدت الى الاردن الشقيق فرحآ بانهاء غربة دامت ٢٢ عامآ قضيتها في اعمال البر والتقوى ( والله اعلم )وتموضعت لاخذ مكاني كمواطن للمشاركة في بناء الوطن او على الاقل احاول ان استطعت،ولكني تفاجأت بممارسات غير معتاد عليها في بلاد الكفر ( كما يسميها البعض ) ولا استطيع ادراجها كلها في مقال واحد فهي موسوعه متعددة الجوانب وهي للأسف جوانب سلبيه لها اول وليس لها إخر .
فعلى سبيل المثال ، اقوم بين الحين والاخر باجراء اتصالات هنا في الاردن ، وانا من طبيعتي لا اجري اتصال للتسليه بل لامر مهم او للاطمئنان على الاهل والاصدقاء ، وجل مكالماتي لا تتجاوز دقيقه او دقيقتين في معظم الحالات .
في ٩٠٪ من الاتصالات اسمع على الطرف الاخر هذه النغمه المشهوره ( يرجى الانتظار المشترك مشغول بمكالمة اخرى ) ( انه حق لكل مشترك ان لا يقطع المكالمه ويجيب على مكالمة اخرى ) إلا ان ألامر انه كلما عاودت الاتصال اسمع نفس المقوله واحيانا لعدة مرات على مدار ساعة او اكثر ، والادهى من ذلك ان المشترك المطلوب يعلم انني اتصلت ولا يعاود الاتصال معي مرة اخرى .
هذا يعني انه اذا كانت لديك حالة طارئه فلا تتصل باحد لا قريب ولا صديق، لانك لن تجد مجيب ، وفر جهدك ووقتك واتصل بصديقك المفضل الذي يجيب من اول رنه ( الدفاع المدني ) وبعد يوم سوف يعلم الاخرون إنك قابع بالمستشفى وسوف يتكرمون بزيارتك والاطمئنان عن صحتك هذا اذا كنت لاتزال على قيد الحياه .
ليس هذا فحسب (وللحديث شجون )، خلال الاسابيع الماضية سرت في الطرقات وما شاهدته شيء مخزي ، الطرق متأزمة ولا يوجد اي مخرج سوى الانتظار ، ومعظم السائقين عالقين بالازمه المروريه ومع ذلك تسمع صوت المنبه ( الزوامير ) شغالة وتصم الاذان ، فهل يا ترى اطلاق( الزوامير ) هو الحل وهل سيتم فتح الطريق بمجرد اطلاقها ، الواقع يقول لا .
ان تشغيل الزامور لن يفتح الطريق ولن يجدي بحل الازمة .
في حقيقة الامر ان ما يستشري في مجتمعاتنا هو الجهل المدقع والتصرفات الفردية التي لا داعي لها ( ليس إلا ) فمعظم المواطنين متعجلين ( كانهم حمر مستنفرة فرت من قسوره ) وليس لديهم الحس الوطني او الصبر المطلوب في مثل هذه الحالات .
لااريد التحدث عن السرعه والتي تقتل الالاف لاني تحدثت عنها في مقال سابق وبتفصيل ممل .
هنالك شعوب تستحق الديمقراطيه بكل جدارة وهنالك شعوب عليها الانتظار قرن او قرنين لكي تكون مؤهلة لممارسة الديمقراطيه ، فالديمقراطية شروط يجب توفرها قبل التفكير بتطبيقها ، وللاسف فان شعوب الشرق الاوسط لا تستحق النظام الديمقراطي في ظل هذه الظروف او على الاقل في الوقت الحالي .