اذا استمر الجيش العربي الاردني على هذا النهج المتواصل من الفعاليات العسكرية الناجزة فسينهي قريبا مشكلة تهريب الاسلحة والمخدرات جملة كاملة.
قبل ايام قتل حراس الحدود البواسل مهرب اسلحة وقبض على آخر ولاذ البقية بالفرار، وقبل ذلك وخلال الاشهر القليلة الماضية قتل منهم العشرات تباعا، ومع ذلك لا تزال ثمة بقية من الاعتقاد الساذج بالنجاة محاطة بسلسلة متصلة من الاوهام.
تهريب السلاح قفزة نوعية اضيفت مؤخرا لمعضلة الحدود فزادتها صلابة وتعقيدا، وتتعاظم التحديات هناك يوما بعد يوم مع مستجد تواجد المليشيات الايرانية وحزب الله بحساباتها المعقدة في الجنوب السوري وتبدل جوهر الغايات والاهداف.
مجموعات التهريب النشطة المرتبطة بالمليشيات ليس لها طموح حسب بيان الجيش الاردني سوى الحصول على المال المتحصل من اجور نقل الاسلحلة والمخدرات، واستغلت الفوضى التي دبت بوضوح في الجنوب السوري بعد الانسحاب الروسي بسبب حرب اوكرانيا ولم تعد المسألة بالنسبة لنا مسألة تهريب مخدرات وحسب، بل تخطتها الى مرحلة متقدمة من الخطورة بعد محاولات ادخال اسلحة لوحدها بدون مخدرات ، لكن يبدو ان الجيش فك لغز نمط التهريب الجديد بأشكالة المختلفة، فتخلى عن خططه السابقة وارسى محلها قواعد جديدة لتحصين الحدود وجعلها غير قابلة للاختراق فتغيرت بموجبها قواعد الاشتباك وفق المستجدات الطارئة ووضعت كامل المنطقة تحت العناية العسكرية المركزه اسست على قاعدة جديدة تماما تبدأ وتنتهي باطلاق النار على كل من يحاول التهريب على نحو صارم، وحذر بالتزامن العصابات العاملة على الحدود في الداخل السوري من مغبة الاقتراب وضرورة الاقلاع عن العادة المميته والمهنة القاتلة، لكن يبدو ان بعضهم اقتنع بفكرة الهلاك الاختياري بالمعنى الدقيق، والتفوا حول ذاتهم، وقرروا اللعب بالنار والموت بمحض الارادة، ولم يردعهم قيام القوات المسلحة الاردنية بقتل العشرات منهم وفشل كل محاولاتهم الشيطانية اليائسة.