هل رأيت تلك الهضاب الراسيات الموشحة بالربيع والمطرزة بالحب ؟أرأيت السهل وقد افترش الأرض يغازل سهل حوران سلاما ولطفا ؟أرأيت بيارات القثاء او شممت رائحته ؟أرأيت سفوح وديانها أو شربت من ماء ينابيعها؟هل لامست يداك دحنونها أو قطفت من بابونج أرضها؟ هل بللتك رقعة السماء فوقها بحبات المطر؟هل تفاعلت قدماك نحو جامعاتها؟هل نزلت اليرموك والشعلة والطيبة والحصن والرمثا والمزار والطيبة والوسطية والكورة وشممت هوائها؟ هل عانقت تلّها حيث العبق؟
نعم أنا الأربدي الأردني كلي نخوة نابتة من تربها ،مطرز بهوائها عاشق لزلال مائها انا هو ذاك حفيد عرار ووصفي واشتاق عالمهما وارسمهما عَلَمين في مخيلتي ،أنا ابن اربد وما أدراك ما اربد .
أنا ابنها أقف لها احتراما وإجلالا فكيف لا أكون ابنها البار المحسن وقد تربى على يدي أم انجبتها اربد أرضعته الحب والعطاء وكذا كل أمهات اربد طرزت الوفاء علما وألبسته أولادها وهدبت الشماغ ليعتلي رأس شهيد منها وقبلت جبين الوطن ،أنا ابنك اربد واقبلي الإعتذار فلا الدبكة تكفي وصفك أفراحك ولا كل الغناء ذاك هو اقتصار الثقافة فيكِ، ولا الهدوء المقيت ذاك يصف أتراح قلبك وأنتِ العروس التي تجملت لتبقى زينة شمال الوطن وستبقين بإذن الله،
اربد الشّمّاء مورد الخير في زيتونك وزيتك ومنهل الإكتفاء في حبات قمحك ،اربد اعتليتِ اليوم كما أمس وكما غدا منصة التتويج لأننا منكِ ومن أهلكِ فما عرف العابرون لكِ حقا ولا وصف الزاهدون في صونكِ شعرا أنتِ اربد حيث أرى جدي يعتلي صهوة الجواد ناثرا الأرض هيبة ووقار وأرى جدتي تتدحرج الرحى بعز وفخار وأراهم هناك حيث فُتحت مضافاتهم ودوواينهم لاستقبال الضيوف وإغاثة الملهوف كما حال الأردنيين، معذرة اربد إن لم تصفكِ الكلمات وإن حارت حروف التعبير عن رفعة قدركِ ،معذرة اربد وإن لم يكتمل نظم القصيدة ففي القلب ألف قافية ،معذرة اربد إن نثركِ الناثرون نقشا لم يكملوا له مقدمة ولم يصلوا به للوحة، يكفكِ من الفخر وأنتِ الولّادة ومن أرضكِ نبت الاقوياء الذين ضلت أماكنهم شاغرة حتى اليوم يكفكِ فخرا أنك تمرغت بدماء شهداء الكرامة وعانقتِ خالدا في سحم واستقبلتِ الجوابرة في المخيبة التحتا ونلتِ شرف وصفي ،معذرة يا غالية وأنا المتلحف شوقا لجامعتي العلوم واليرموك والمترنم على أهداب عينيكِ يرقب صوتك كأم حنون تداعب طفلها وتجزل له الدلال، والمتغزل بشذى جبينكِ كحبيب أقسم على الوفاء وكان للقسم وبه قائما عزيزا،معذرة يا غالية وأنتِ ككل الوطن الممزوج بالولاء أهلُه المنكّهون بالبساطة والطيبة، المتشرفون بالكرامة والقابضون على جمرها صبرا ،معذرة اربد وأنتِ العروس الغالية، معذرة ملفوفة بكل إجلال واحترام وحب .