مازال في الوقت متسع، لمراجعة ماجرى في حفل الافتتاح الرسمي الانطلاق فعاليات اربد عاصمة للثقافة العربية،و لتدارك الكوارث التنظيمية التي رافقت الحفل .
اول الدروس المستخلصة هي اننا صرنا نتعامل مع قضايا الوطن والمواطن كبيرها وصغيرهابكثير من اللامبالاة،غذى هذهِ اللامبالاة غياب المتابعة للأعمال والمهام وعدم محاسبة المقصرين،لذلك كثرة العثرات وصارت اللامبالاة صفة عامة ملازمة لأداء القطاع العام.
ترتب على سلوك اللامبالاة انه صار الامر في بلدنا يسند لغير أهله على كل المستويات ، لقد زاد من النتائج الكارثية لااسناد الامر اغير اهله ،تفشي الواسطة والحسوبية في مجتمعنا. وحتى يتم التدارك ذلك الذي وقع في حفل الاطلاق الرسمي لفعاليات اربد عاصمة للثقافة العربية، فإن علينا استثمار كل ثانية من الوقت المتبقي، لاخراج ماتبقى من فعاليات بالصورة آلتي تليق ببلدنا وبمبدعيه، بعد أن تم هدر سنوات من اللامبالاة والتقاعس وعدم الاكتراث بالوقت ومن ثم بحسن التنظيم، الذي غاب عن حفل الافتتاح الذي غابت عنه حتى اللوحة التي تشير إلى أن الحفل يجري تحت الرعاية الملكية السامية،مثلما غابت عن صفوفه قامات محافظة اربد الثقافية والفكرية و الاجتماعية ،وقبلها لم يحسب حساب ضيوف الأردن من وزراء وأعضاء سلك دبلوماسي ،في سابقة هي الأولى في تاريخ بلدنا،يجب أن يعاقب كل من تسبب بها لأنه لم يسئ لاربد، بل أساء للوطن ولصورته المشرقة ولتقاليده بإكرام الضيف.
وحتى نتدارك ما حصل ونمنع تكراره في باقي الفعاليات ،فإن ذلك يتطلب أن يكون لمحافظ اربد حضورا ودورا أكبر في المرحلة القادمة، وكذلك لابد من أن يكون لبلدية اربد دورا محوريا في التجهيز والإعداد والتنفيذ للمرحلة القادمة،ومن حسن الحظ أن على رأس المجلس البلدي شخصية لها باع طويل بالإعداد للمهرجانات والاجتماعات الكبرى بفعل تجربته الحزبية، وكذلك لابد من إشراك جامعات المحافظة في المرحلة القادمة،كما أنه من المهم أن يكون لوزارة الثقافة الدور الأكبر في نشاطات وفعاليات اربد عاصمة للثقافة العربية،لأن هذه النشاطات تعني الأردن كله والأردنيين كلهم، ومن ثم علينا إشراك كل المبدعيين الأردنيين وإبراز المستوى الثقافي للأردن ،وهذه مهمة وزارة الثقافة ولا أحد غيرها.
لتحقيق ذلك كله وغيره لابد من إعادة تشكيل الكثير من أطر اربد عاصمة للثقافة العربية، بعيدا عن المحسوبيات وتصفية الحسابات،وأول الأطر التي تحتاج إلى إعادة تشكيل المكتب التنفيذي ليكون على رأسه شخصية ثقافية بوزن الدكتور عدنان بدران والدكتور علي محافظة،وغيرهمامن القامات الثقافية والفكرية، فبلدنا ولادة فما المصلحة ،من إظهارها عقيم كما جرى في حفل إطلاق فعاليات إربد عاصمة للثقافة العربية؟